01‏/10‏/2017

سلسلة مقالات القاعدة في سوريا 1 ( بالأعوج....عن الاقتتال الفصائلي )

لازالت آلية تفكير الشعوب المسلمة بشكل عام والعربية منها بشكل خاص تثير دهشتي واستغرابي، وحتى لا أطيل الكلام والسرد سأبدأ بضرب أمثلة واقعية.

لو أن امرأة في مجتمعاتنا لا سمح الله تعرضت للاغتصاب، طبعا الشرع والمنطق يعتبرها ضحية، بينما في آلية تفكيرنا العاطفية نحملها الوزر لأنها هي من أغرت الرجل باغتصابها، وإذا تكلمت ودافعت عن نفسها نقول إذا فعلا هي عاهرة لأنها لو كانت شريفة لصمتت حفاظا على شرفها وسترت نفسها، وإذا أردنا أن نرد لها حقها زوجناها ممن هتك عرضها….. هكذا بكل بساطة!

طيب ماذا حول المغتصب!!!؟؟؟؟؟؟

لا شيء، لا يخطر ببالنا حوله أي شيء فالمذنب في آلية تفكيرنا هو المرأة المغتصبة فقط!

ببداية الربيع العربي والثورات، لا يوجد مواطن عربي سواء مؤيد للأنظمة أو معارض لها لا يعرف أن أنظمة الحكم العربية هي أفسد أنظمة حكم على الإطلاق، ولا يوجد مواطن عربي لا يخاف من كلمة مخابرات أو مباحث، لأنه في عقله الباطن يعرف أنها منبع كل فساد وشر، وأنها الآمر الناهي في الدول العربية، ومع ذلك حين انتفض جزء من هذه الشعوب على الأنظمة الفاسدة المفسدة رأينا جميعا كيف حملت آلية تفكيرنا المنتفضين كل بلاوى وأخطاء الحكام الفاسدين الغاصبين، فهم سبب التخلف وهم من ينفذ الأجندات الخارجية، وهم أداة الاستعمار، وهم من خرب
الاقتصاد وهم من دمر السياحة ونهب ثروات البلد، طيب وماذا عن الحكام؟؟؟؟!!!!

لاشيء!!!!!

بل وحين رأينا بطش الأنظمة الحاكمة بشعوبها المنتفضة لم نبرر ذلك بأن هذه الأنظمة مجرمة بالفطرة وعدوها الأول هو الشعب، بل بررناه بأن أولئك الخونة الثائرين على لص القطيع هم السبب ويستحقون ذلك وأكثر.

في شرعنا الحنيف الذي يوافق الفطر السليمة هناك ظالم يجب القصاص منه أو إيقافه عند حده، ومظلوم يجب الانتصار له وإنصافه، أما في منطقنا الأعوج فهي فتنة دائما، فتنة لا نعرف منها الظالم من المظلوم، او هو عبارة عن صراع بين ظالمين ندعوا الله على كليهما أن يهلكهما.

فنحن إن لم نقف مع الظالم ضد المظلوم، فلا نحرم المظلوم من مساواته بالظالم في التصنيف، ولا نبخل عليه باللعنات والدعاء عليه بالهلاك والثبور، لماذا!!!؟؟؟

الجواب ببساطة لأنه طالب بحقه وخرق صمتنا المقدس وأظهر حقيقتنا وعوار فكرنا الأعوج.

فصائل الجهاد الشامي على اختلاف مسمياتها، كانت موحدة الهدف والغاية، مفرقة الوسائل والأسماء، تجاهد لتحرير سورية من ظلم النظام وأمورها تمام التمام، أتتنا داعش الشر، قوم حدث عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ويقولون من قول خير البرية، وهم بحقيقة الأمر كلاب أهل النار.

جاءت داعش ترفع راية عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله، وتدعو لتحكيم شرع الله، وترفع شعارات الإسلام، إلى الآن الوضع رائع والحكي عال العال.

داعش المتأسلمة تقتلنا باغتيالاتها!!!!!

اخرسوا واصبروا فهي ترفع راية التوحيد، سكتنا.

داعش المتأسلمة تصفنا بالردة ونحن مسلمون مجاهدون ولا يوجد دليل شرعي أننا مرتدون!!

اخرسوا واسكتوا فهي تريد تطبيق الشريعة…..

نحن أيضا نريد ذلك وأصدق دليل جهادنا للنظام…..

أنتم لم تصلوا بعد لإيمان داعش…..

سكتنا!!!.

داعش تذبح خيرة المجاهدين الذين جننوا النظام وتتباهى بذلك بفيديوهاتها، داعش تتهرب من المحاكم الشرعية، داعش تستمر بسياسة الخطف والتصفية، داعش تكفرنا جهارا نهارا، داعش ستقاتلنا، داعش قاتلتنا وغدرت بمجاهدينا في الشرقية وإدلب وحلب، داعش لا تستجيب لمبادرات حقن الدماء، داعش داعش داعش………

….. أخيرا بعد أن أيقنا بالهلاك والاستئصال سنضطر لقتال داعش!…..

هنا تصحو ضمائر النائمين وتتفتح أبصار وبصيرة العميان، ويبدأ الجلد والطعن والتخوين والمزاودة….

ستقاتلون داعش لأنكم خونة وعملاء للغرب وتنفذون أجندة غربية وتتلقون دعما من أميركا لقتال داعش المسلمة التي تريد تطبيق الشريعة!!!!!!

مؤخرا يعاد الفلم الحزين مع #جند_الأفعى ذنب داعش في المناطق المحررة وفتح الشام ولية أمرها.

الجند تستهدف الكوادر الجهادية، عادي.

الجند تكفرنا وتقول عنا صحوات ومرتدين ، مو مشكلة.

كل خلايا الاغتيال واللواصق هم دواعش ومع الجند، صدفة.

الجند لا تستجيب للمحاكم الشرعية ولا تسلم مجرميها، خذوها بروح رياضية.

الجند تشوش على معاركنا وتطعننا في ظهورنا!!

، أنتم كاذبون فهي بطلة المعارك الوحيدة وأنتم تقضون أوقاتكم بالتريكس والطرنيب.

وحين قررنا أخيرا أن نرد صيال الجند خرجت علينا الأفاعي من جحورها وبدأت حفلة اللطم، الجند فصيل مجاهد، الجند حرروا كذا وأثخنوا كذا بالنظام…..

والمصيبة الأكبر هي بمن يدعي الاستقلالية والحياد، هو إما يعرف حقيقة الجند الخبيثة،ولايريد خسارة جمهورهم، أو يميل للجند نهجا وعاطفة مع علمه ببغيها لكن يستر عوراتها بدفاع مبطن عنها، كالقول عمن يطالب بحقه، أو يدافع عن مظلمته، أو يدفع صيال الجند، أنه باغي فتنة

ويحرش بين المجاهدين…
سبحان الله من يدفع القتل عن نفسه، ويدافع عن ماله هو باغي فتنة ومحرش بين المجاهدين وعميل وفعله يخدم النظام، أما من يضع اللواصق لكوادر المجاهدين وقاداتهم، ويهاجم مقراتهم ويسرقها هو الصحابي الملاك القديس الطاهر الطهور المطهر الذي يعمل لمصلحة الجهاد ويسعى لتطبيق الشرع.

اليوم فتح الشام تقوم بالبغي على أحرار الشام، جهارا نهارا، وحين ترتفع أصوات الذين يطالبون الجبهة بالالتزام بالشرع وتقوى الله والتراجع عن بغيها، أو تطلب من المعتدى عليهم أن يطبقوا شرع الله برد صيال البغاة ودفعهم عن أنفسهم ومقراتهم وسلاحهم، تثور ثائرة أنصار الجبهة ويقومون بتغطية عوار الجبهة بأصواتهم، ويتهمون المعتدى عليهم بأنهم هم من يثير الفتنة والتحريش بين المجاهدين…..

هل هذا كلام عاقل؟

هل هذا كلام الشرع؟

إلى متى سيستمر مسلسل  ” التصرفات الفردية ” ، والبغي على الفصائل من فتح الشام ومن معها؟

إلى متى سيستمر فكرنا الأعوج بتصوير قتال البغاة والصائلين علينا ظلما وعدوانا أنه فتنة بين المجاهدين تخدم النظام، بينما البغي وسرقة المقرات وتشويل المجاهدين وسلاحهم هو جهاد في سبيل الله يقيم الشرع….!؟

أما آن لنا أن نعرف أن الأخذ على يدي الظالم نجاة له ولنا في الدنيا والآخرة!؟

أما آن لنا أن نفهم أن التدخل بالقوة لرد المعتدي فيه نجاة لكل أهل السفينة الشامية، وتركه يعبث ويعربد دون حسيب أو رقيب مهلكة لنا جميعا….!؟

وأختم بهذا الحديث الشريف

” عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا ”

جاد الحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق