12‏/10‏/2017

من هم الذين يعملون على عودة القاعدة إلى سوريا؟

أصبحت الثورة السورية كالسفينة التائهة في عواصف بحر هائج، ما إن تسارع لسد خرق فيها، حتى يفجؤك خرق جديد مهددا إياها بالغرق.

بعد اندحار داعش بعملية درع الفرات وانحسارها لم يبقَ للغرب أي حجة للتدخل العسكري إلا تنظيم القاعدة في الشام، وهذا يمثل التقاء مصالح بين العالم الغربي من جهة، مع النظام السوري وروسيا وإيران اللذين يريدون استمرار تقديم أنفسهم دوليا على أنهم يقاتلون الإرهاب مشوشين على حقيقة مجازرهم بحق الشعب الثائر.

تواردت العديد من الأنباء التي تقول أن أبا جليبيب الأردني " إياد الطوباسي " و "سامي العريدي " وأبو خديجة الأردني " بلال خريسات " وعدد من القيادات الأردنية وغيرها التي تتبع للتكفيري المقيم في الأردن أبو محمد المقدسي يعملون على إعادة تنظيم القاعدة في الشام.

وبناءا عليه نقدم نبدة سريعة عن سيرة أبي جليبيب الأردني وسامي العريدي
لم ينسَ أهالي درعا بعد البلاء الذي ألحقه أبو جليبب والعريدي بهم وبثورتهم، فالعريدي مشهور بجرائم القتل بالشبهة، وليس الطفل ذي ال 14 عام الذي قتله وأخبر أهله أنه أرسله تعزيرا للقتال على الجبهات هي الوحيدة، ولا قصة الرجل الذي قتله وأخفى الأمر أربع سنوات عن زوجته هي الوحيدة كذلك.

لقد وصلت طوام أبو جليبيب الأردني، وسامي العريدي في درعا من قتل المصلحة، والخطف والتغييب في المعتقلات، حدا فاق الوصف لدرجة أن أبا محمد الجولاني أرسل لدرعا طالبا تشكيل محكمة شرعية بحق العريدي، وقضت هذه المحكمة بعزله وجلوسه في بيته ستة أشهر، والتوقف عن الإفتاء، والتدخل بأي شيء قبل أن ينتقل العريدي للشمال، وطبعا لم يكن حال الطوباسي بأفضل، بل ربما زاد على العريدي في الإجرام.

اللجنة الشرعية كانت مشكلة من أبي عمر الأردني، وأبي زيد الجزائري، وأبي دجانة الاردني.
ورغم أنها لم تقضِ إلا بجلوسه في بيته ستة أشهر ومنعه من التدخل في شيء في وقت كان لايزال يشغل منصب الشرعي العام لجبهة النصرة.

وقد وصل الحال بين أبي جليبيب والعريدي هناك إلى أن قام أبو جليبيب بطرد العريدي وإهانته إثر خلافات بينهما نتيجة سفك الدماء المعصومة التي تورط بها الاثنان.

بدأت رحلة أبو جليبيب مع النصرة أواخر عام 2011 حين أرسله الجولاني لبعض من يثق بهم في درعا، لأجل إنشاء تنظيم عسكري فيها، وفعلا تم تشكيل عدة مجموعات أمنية في مناطق اللجاة، محجة، ودرعا المدينة، في محافظة درعا.
وبدأت هذه المجموعات تقوم بعمليات خطف وتصفية لعملاء وعناصر النظام، ومع بداية عملها بدأت التجاوزات تظهر وأولها قتل " خالد عنيزان " من قرية المسيفرة، حيث لاقى مصرعه تحت التعذيب على أيدي أبي جليبيب " إياد الطوباسي ".
ومن ضحايا أبي جليبيب الذين قتلهم دون دليل، العقيد راتب الطرشان الحريري، وهو من بصر الحرير بدرعا، وقتل في بلدة صيدا اغتيالا في الليل، وتم أيضا وبفتوى من العريدي قتل أبو خلدون الخوصة، وهو قيادي ةفمن لواء اليرموك في الجيش السوري الحر، وكانت تهمته أنه يشكل خطرا على أعمال ومنهج العريدي والطوباسي، وتمت تصفيته أمام زوجته وأطفاله.
واغتيال الخوصة تم باستخدام موتور أحد الموقوفين بمحكمة المسيفرة واسمه أبو سعيد البدوي، وتم أيضا تصفيته لأنه متعاطي للخمور.
وأيضا هناك اغتيال فراس بدوي، بعد أن لفقوا له تهمة باطلة وهي إنشاء سرية اغتيالات تستهدف عناصر جبهة النصرة، ولم يتم قتله فقط، بل قتلوا أحد الأشخاص الذي كان شاهدا على الجريمة.
ومن جرائمه أيضا وبالتعاون مع شخص اسمه أبو العباس المسيفرة، قتل شخص اسمه مهند ويلقب بالزير، من قرية معربا، وليغطوا جريمتهم قاموا أيضا بقتل شاب عمره 17 عاما لا ذنب له.
وتم أيضا على يد الطوباسي قتل العقيد أحمد النعمة بحجة تسليم الخربة، والعقيد إبراهيم الرفاعي أبو محمود، بحجة جمع معلومات عن الجبهة، وجدير بالذكر أن أبا جليبيب كان يكفر الجيش الحر من اليوم الأول لظهوره.
وكل هذه الجرائم هي بفتاوى من العريدي، والذي كان يحرص هو والطوباسي على اختيار الأمنيين من الشباب الجهلة، الصغار في السن، حتى يسهل السيطرة عليهم وتوجيههم.
ومن جرائمهم قتلهم لمدني يعمل سائق ميكروباص لأنه يحضر طعاما للحواجز، وبعد قتلهم للمدني قاموا بمصادرة سيارته، وحين طالبهم ابنه بالسيارة لأنها المصدر الوحيد لدخل الأسرة قتلوا الابن أيضا.
وحتى العريدي له سوابق قتل باشرها بيده، كقتله شيخ كحيل وأخيه، إذ قتلهما العريدي بيده لأنهما لم يسلما للطوباسي والعريدي.
وسلسلة الجرائم تطول، فهناك شخص من بيت الخطيب من بلدة الجيزة كانت جريمته أنه يسأل عن مصير المعتقلين عند الجبهة في درعا، فتم اختطافه وتصفيته من قبل طغمة الطوباسي ليلحق بمصير من يسأل عنهم.
لم تكن جرائم الطوباسي والعريدي حكرا على المدنيين، أو عناصر من خارج الجبهة، بل شملت أيضا أناسا من الجبهة كأبي اليمان الأمني، الذي كان أمني للجبهة في دمشق، حيث تم اختطفاه هو وأخوه أبو بكر، إلا أن أخاه تمكن من الهرب، وتمت تصفية أبو اليمان.
ولما انتشرت رائحة الدم من جرائم الطوباسي والعريدي، ولم يعد بالإمكان تغطيتها أكثر، قام الطوباسي بعزل العريدي ووضعه قيد الإقامة الجبرية، ومنعه من التحدث والإفتاء، فكان هذا سببا للمشاكل بينهما.
هذا غيض من فيض من إجرام الطوباسي وقرينه العريدي، حيث لم يكونا يقتلان من يخالفهما فقط، بل كان الأمر يتعدى لتسليم اسمه ومعلومات للمخابرات الأردنية حتى تلاحقه بدورها.
هؤلاء هم من يريدون إعادة بيعة القاعدة في سورية!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق