24‏/12‏/2020

اللجنة_الدستورية وسياسة ترك الحمار والجري خلف الرسن#

يواجه أصحاب القضايا الهدامة معضلة إقناع الناس بقضيتهم، فيلجأون للعبة نفسية تعتمد طمس الحقيقة وتشويشها بتفاصيل ترهق السامع، وتملله، لكنها تعطيه انطباعا بصحة ما يقدمونه من براهين، وكلما حوت بطياتها مصطلحات معقدة، وأحداث صعب التأكد من صحتها كلما كان أثرها بالسامع أبلغ، وإذا كان السامع ضمن جمهور، فحينها يسهل إقناعه أكثر لأنه قد تخلى عن شخصيته الفردية التحليلية النقدية، ليصير جزءا من كتلة عاطفية قابلة للتلاعب بها وتوجيهها بشكل أسلس، حسب جوستاف لوبون في كتابه سيكولوجيا الجماهير.

ما سبق أفكار علينا تثبيتها لأننا ستمر معنا...

من تصور أننا بعد 10 سنوات من الثورة سنضيع البوصلة، وسننسى لماذا خرجنا ضد نظام أسد الأقلوي المجرم؟
من ظن أننا سنسلم له رقبتنا بيدنا ليذبحنا بسكينه الطائفية الحاقدة؟
من توقع أننا سنستمرئ اغتصاب أعراضنا من شبيحة، وسنصفق لسرقتهم أراضينا ودورنا بقرارات إرهابية ظالمة؟؟
لكن هذا ما بدأنا بفعله نتيجة ما عُرضنا له من صدمات مدروسة سلبتنا وعينا واتزاننا، وخاصة عبر ما يعرف باللجنة الدستورية!!!!!

كل أحرار سوريا هتفوا عبر 10 سنوات "الشعب يريد إسقاط النظام" ليرد عليهم شبيحته "الأسد أو نحرق البلد" في تبيان واضح وصريح للمعركة الصفرية الطاحنة التي لا تحتمل إلا منتصرا واحدا يحوز كل شيء، ومهزوما واحدا يخسر كل شيء، فمتى هتفنا "الشعب يريد إصلاح الدستور"؟!
ومتى هتفوا "الدستور أو نفعل المحظور"؟!
لذلك الفكرة الأساسية الأصلية التي ينبغي علينا أن نتمسك بها ونعض عليها بالنواجذ أن معركتنا مع النظام المجرم ما كانت وليست ولن تكون حول دستور وقانون، بل هي معركة وجود بين شعب يريد كرامته وحريته وبين نظام أقلوي مجرم تسانده قوى احتلال خارجية...
حين نتذكر هذه الحقيقة الواقعية البديهية ونُذكّر بها ندرك تماما حجم الجريمة غير المبررة التي تلطخت بها أيدي من شارك بما يسمى اللجنة الدستورية، ثم هو اليوم يخادع الشعب لتستمر مأساته وينال واقعا أسوأ مما كان لديه قبل الثورة!!!!

بالعودة لفاتحة المقال نجد أن شركاء جريمة اللجنة الدستورية يمارسون لعبة تضليل الشعب على مبدأ "ترك الحمار واللحاق بالرسن" أي إغراق الحقيقة الجلية بتفاصيل جدلية لا تسمن ولا تغني من جوع، الغاية منها التشويش والتلبيس، ويستخدمون بذلك جملة من المغالطات المنطقية والكذبات، كمثل:

1) ( عطونا بديل عن اللجنة؟! )
وهي مغالطة تشبه ( إذا راح بشار مين رح يجينا ؟ ) مع أن البديل موجود وهو القرار الدولي 2254 والأهم منه دعم قدرة هذا الشعب البطل على الصمود، عبر تقديم مشروع وطني يحقق أهداف الثورة، ويستنقذ جميع السوريين من جحيم نظام أسد.

2) ( إذا ما رحنا نحنا بروح غيرنا )!!
أي إذا لم نكن نحن من يبيع ويقبض فهناك غيرنا مستعد لذلك وسيقبض بدلا عنا!!

3) ( اللجنة الدستورية مدعومة دوليا )
فهل هي مدعومة دوليا أكثر من نظام أسد وحلفائه الروس والإيرانيين؟ وكيف ستدعم دوليا إذا كانت هي مخرج من مخرجات مؤتمرات سوتشي وأستانا اللذان أقامتهما روسيا، وحضرتهما إيران؟!

4) ( أحرجنا النظام دوليا وحققنا مكتسبات كبيرة )
هل هذا الكلام أفاد شعبنا عند احتلال معرة النعمان وسراقب وخان شيخون وريف حلب الغربي، أو أوقف المجازر بجبل الزاوية؟؟
فأين هو الإحراج، وأين هي المكتسبات من تهجير مليون إنسان من بيوتهم، وتحويلهم لمشردي خيام، مع آلاف الشهداء والمعاقين...

5) ( عنا تواصل مع الداخل، وعمنخبر شعبنا أول بأول )
وأكبر دليل على صدق ذلك هو الشعبية الكبيرة لنصر الحريري الذي طرده الأحرار من مدينة الباب بالأحذية يوم دنسها، ثم من جنازة الساروت بالشتائم يوم أتى ليتاجر بدمه، ثم زيارات هادي البحرة للداخل التي تكون سرية وسريعة ولدوائر خاصة كحال من يفعل فعلا مشينا يخجل منه.
والدليل عليه عدم اعترافكم بالهوية العامة لسوريا المسلمة عربية الثقافة واللسان، التي استوعبت باقي الطوائف والقوميات بشكل تعايشي متناغم، فصدق أو لا عزيزي القارئ أن النظام كانت له مواقف أصلب وأوضح من المحسوبين زورا على الثورة في جزئية الهوية السورية من دين وهوية ولغة.
7) ( الواقعية السياسية والموضوع أكبر مننا ووصلنا للنهاية )
الواقع يقول أننا الطرف الأضعف بمعادلة الصراع لكننا للآن لما نهزم بعد، بل إن النظام فعليا هو من أصبح أضعف بكثير مما كان عليه ببداية الثورة، وطالما أن هناك مناطق محررة يرفع بها علم الثورة، ولازالت توابيت شبيحة أسد تعود ملفوفة بعلمه لقرى مؤيديه فالمعركة مستمرة، والنصر ممكن، أضف أن السياسي المحنك يعرف أن المعطيات الدولية متغيرة وغير ثابتة، وهناك دائما تدافع عليه استغلاله واللعب بالهوامش المتاحة لتحقيق الأفضل، أما المهزوم نفسيا وحضاريا فهو من يهرول ليلعق حذاء عدوه، ويشرعن جرائمه بتسميته الوفد الحكومي، ومناداة مجرميه بالزملاء...
للحديث شجون، والكلام يطول وهذا غيض من فيض مغالطات وكذبات المشاركين بجريمة اللجنة الدستورية، ولنضع في حسباننا أن سكوتنا عنها وعدم التحرك شعبيا لإسقاطها هو كمن يذبح نفسه بسكين عدوه، والبديل عنها بعد إسقاطها الذي لا بد منه هو التمسك بالقرار الدولي 2254 الذي وإن كان لا يرتقي لمستوى تضحياتنا إلا أنه سقف ما انتزعناه بحناجرنا وبنادقنا من النظام لدولي المجرم.

( رابط وثائقي هام من بضع دقائق أعدته بوصلة سوريا يشرح اللجنة الدستورية وخطورتها والبديل عنها وواجبنا في مواجهتها، أرجو مشاهدته ونشره 👇👇

https://m.facebook.com/107311341219645/videos/672973393580713/?refsrc=https%3A%2F%2Fm.facebook.com%2F&_rdr )