10‏/10‏/2020

#سوريا_تحترق ؟! ، لا جديد هي كذلك منذ ستين سنة!


للتعاطف قدر محدود، فهو ليس بالأمر اللانهائي، وقد تجبر الظروف الشخص على حصر تعاطفه مع أناس بعينهم دون غيرهم، ويبدو أن هذا مصير السوريين في دولة آل أسد الطائفيين.

لو لم تكن سوريا اليوم سوريا الأسد لكان السوريون من #دير_الزور والحسكة وحلب ودرعا وإدلب والسويداء سارعوا زمرا وأفرادا لتلبية نداءات الاستغاثة في الساحل السوري، الذي أبى أسد إلا أن يصبغه بذات لون طائفيته وحقده، فأنا مثلا من حلب التي كانت حاضرة سورية تزهو على العالم، ثم آلت بدولة آل أسد الطائفية الحاقدة إلى أطلال مدينة، يسكنها أطلال بشر....
فماذا يظن موالو أسد المجرم في عرينه بالساحل الذي صدّر حقدا ودمارا واغتصابا وموتا وتعفيشا من شبيحته الطائفيين لكل السوريين؟
هل تراهم يتوقعون من السوريين في إدلب ودمشق ودرعا والرقة وغيرها من مناطق سورية أحرقوها ليبقى الأسد، هل تراهم يتوقعون منهم التعاطف والفزعة؟!
لسوء حظهم ذاكرتنا حية جدا، بل نعمل على إحيائها وتوقدها ونحن نرى بكل يوم خيام تشردنا، ونظرة الانكسار في عيون حرائرنا اللواتي اغتصبوهن، وقبور شهدائنا تغطي سوريا من أقصاها لأقصاها.

هل تذكرتم أولئك الشهداء الذين ذبحتموهم بسكاكينكم الحاقدة بناء على مذهبهم قبل موقفهم السياسي؟
لقد هتفوا مرة "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، إلى أن خرجتم من أوكاركم وجحوركم لتعلمونا أن الشعب السوري ألف واحد وليس واحد، وبدا ذاك واضحا من تفاعل "أضحكني" على منشورات حرائقكم، وتعليقات الشماتة عليها!!
ألم تقولوا يوما الأسد أو نحرق البلد؟!
ها قد احترقتم أخيرا، والأسد ظهر بحقيقته كلبا أجربا بعد احتراق فروة الأسد المختبئ تحتها.

رغم أن السرعة من خصائص وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها اليوم أثبتت أنها بطيئة للغاية، ومتأخرة ستين سنة عن الحدث، فوسم #سوريا_تحترق يجب أن يتصدر "التريندينغ" منذ عام 1963 يوم انقلاب البعث المجرم، مطية الطائفيين الأقلويين، الذين لم يتوقفوا من يومها عن إشعال الحرائق في سوريا لتنتشر لباقي الإقليم.
حرائق في كل شيء، الدين، الاقتصاد، السياسة، التعليم، النهضة، الحرية، وحتى الإنسان!!!!
حرائق ملأت التاريخ سوادا ورمادا، وأتت على الأخضر واليابس بسوريا الحضارة والقيم، ليقوم على تلال رمادها عرش آل الأسد الإبليسي متربعا عليه الصبي بشار ممسكا قيثارة الخراب يغني لسوريا.
صلاة الاستسقاء في المساجد التي صارت بعهد النظام الأقلوي الممانع مواخير للسكر والكفر بالله، ومسارح اغتصاب لحرائر سوريا، وساحات إعدام طائفية، وذلك لطلب المطر من الله غوثا لبيوت أسست على التعفيش، وأموال جمعت من سرقات مدن سوريا وقراها التي يسكنها غالبية السوريين من أعداء الطائفة الموالية لبشار الأسد، أي مهزلة هذه، وأي مضحكٍ مبكٍ ذاك!!!!
صفاقة وقلة أدب يتورع عنها إبليس وفرعون، وأبي جهل.

لكن مع ذلك هناك دعوات لأجلكم، وصلوات لمعاناتكم، إنها دعوات المظلومين عليكم، وصلوات الغضب من الثكالى والمقهورين تلعنكم وتبارك حرائق التشفي والانتقام التي أركبتكم الباصات الخضراء، وهجرتكم من بيوتكم.

هل تظنون أن القادم إليكم أفضل؟
هل تخالون أن المستقبل عندكم سيكون أجمل؟
لا دولة تهتم بكم وهي تشعلكم حطبا في حرائق سوريا منذ ستين عاما، لا رئيس سيزور قراكم المحترقة، لا حملات إغاثة شعبية ستنطلق في سوريا لأجلكم، لا دولة ستهرع طائراتها لتنجدكم، فهي مشغولة فقط بقصفنا من حميميم والتيفور، خزينة دولتكم فارغة على عروشها بعد أن نفدت في استجلاب كل شياطين الشر لقتلنا، حتى صارت تعوض قتيلكم بتيس وساعة حائط وعلبة متة، إلى أن أصبحت حتى التيوس وساعات الحائط وعلب المتة حلما لكم وأنتم تنطحون بقرون حقدكم جلمود ثورتنا....

هل بات آل الأسد ومخلوف وشاليش بالعراء، أم فقط أسر قتلاكم الذين هلكوا في سبيل دنيا عائلات عرش الخراب والدم؟
هل بقي لديكم شباب تطفئ الحرائق، أم هم مشغولون بحرائقهم الخاصة في قبورهم يوم ماتوا وهم يحرقون سوريا ليبقى أسدكم؟

إذا كنتم تريدون إيقاف الحرائق في مناطقكم، فخذوا جذوة من نار، وضعوها في قصور الأسد ومخلوف وشاليش، وانثروا لهيبها في قاعدتي حميميم وطرطوس، وانقلوا شرارها لمعسكرات السيدة زينب، وسفارة ولاية الفقيه، حينها ثقوا تماما أن الحرائق ستنتهي، فقد تكون أساسا من غليون بوتين، أو نرجيلة خامنئي، أو دعوة مخلوف المظلوم!

لا أستطيع إلا أن أتعاطف مع #بانياس المذبوحة بسكين الأقلوي الطائفي علي كيالي، و #اللاذقية المسبية من شبيحة الأسد، و #الحفة المقهورة، و #جبلة القسام المنسي، و #طرطوس المغتصبة، وما تبعهم من أرياف سورية وطنية تحت احتلال أسد الأقلوي الطائفي، أما قرى التعفيش، وبلدات الإجرام، وضياع التشبيح، فهي تحترق بما أشعلته أيادي أهلها الآثمة منذ ستين سنة في سوريا القيم والحضارة، التي أرجو أن يقوم من رمادها سوريا الجديدة، دولة العدل والقانون والقيم، كطائر عنقاء حر أبي عصي على إهلاك المجرمين.