12‏/10‏/2017

لماذا فكر السلفية الجهادية يضر الثورة السورية ( 1 ) ؟

كانت الثورة السورية ثورة الفطرة السليمة، التي تستجلب بعدالة قضيتها كل الشرفاء من البشر، فأهدافها المعلنة من حرية، وكرامة، وعدالة، تناسب الجميع، ولا تترك مدّخلا لأعدائها يدخلون منه لتشويهها، والأهم من ذلك أن أهداف الثورة، هي قيم سامية جاء بها الإسلام، ونادى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وخصص الله لها أحكاما وحدودا تقيها وتنظمها.

أكثر ما تضرر النظام به من الثورة هو خسارته للشرعية السياسية، لصالح الثورة التي تتوسع مساحة سيطرتها وانتصاراتها، وتزداد كثافة حضورها في المحافل الدولية على حساب النظام المجرم.

بإدراك النظام هذه المعادلة عمل على سلب الثورة أهم أسلحتها وهو التعاطف الدولي، والتوافق المحلي، فقام النظام السوري، بدعم من النظام الدولي، بتشجيع التيارات السلفية الجهادية وتسهيل وصول المقاتليين الجهاديين للساحة السورية، وإخراج من يوجد منهم بسجونه، حتى شكلوا رقما صعبا في الثورة، متمايزا ومنفصلا عن غايتها ووسائلها وأبنائها.

يتمايز الفكر السلفي الجهادي عن الفكر الثوري بعدة أمور، تجعله أضيق وأقل شعبية، وأصلب في التعاطي مع المتغيرات السياسية والإقليمية، مما يؤدي في النهاية إلى انكسار أتباعه وعودتهم لنقطة الصفر، ومن هذه السلبيات التي نراها تضر الثورة السورية:

1) انغلاق أتباع الفكر السلفي الجهادي:
الأمة الإسلامية مليار ومئتا مليون، فيها الإخواني، والصوفي، والتبليغي، والتحريري، والسلفي العلمي، وغيرهم من المدارس والجماعات والتيارات الفكرية الإسلامية، تجمعهم مظلة الإسلام، لكن السلفيين الجهاديين لا يرون من الأمة إلا أنفسهم ومن وافق فكرهم، أما الباقي فهم بأحسن الأحوال مسلمون درجة ثانية، لا يصلحون لحمل رسالة الإسلام إلا إن أصبحوا سلفيين جهاديين، وبهذا يُقزّم السلفيون الجهاديون الأمة، ويحيدون الكثير من طاقاتها وكوادرها عن خوض معركتها المصيرية، مخالفين بذلك النقل والعقل، فقد ذُكِرَ عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه قاتل مع الصوفيين القبوريين، والأشاعرة، ضد المغول وسماهم الطائفة المنصورة.

المشكلة أن أصحاب الفكر السلفي الجهادي أنفسهم سرعان ما يعادون بعضهم البعض، ويكفرون أو يخرّجون بعضهم، كما حصل بين القاعدة وربيبتها داعش.

وهذا الفكر الذي انتشر في الثورة، حيّد الكثير من المكونات الهامة عن المعركة ضد النظام، كالضباط المنشقين، وأبناء الطوائف غير المسلمة، ليس ذلك فحسب، بل استعدى باقي الطوائف المحايدة، أو غير المقتنعة بالنظام السوري، استعداها بخطابات طائفية تهديدية، جعل بعضها يقاتل مكرها مع النظام، على أنه حامٍ لها، وتشد أزره، وتكسبه شرعية دولية فقدها بالثورة الشعبية لأنه أصبح حامي الأقليات من التكفيريين الإرهابيين، وأكسبتنا صفة الإرهاب المحاربة دوليا، وهذه خدمة جليلة قدمتها السلفية الجهادية للنظام.

#يتبع

#جاد_الحق

#السلفية_الجهادية_والثورة_السورية1

تلجرام telegram.me/jadalhaqarticles

فيسبوك https://www.facebook.com/jadalhaqarticles/

رابط المدونة التي تحوي جميع المقالات http://jadalhaqarticles.blogspot.com/?m=1

تويتر https://twitter.com/freetalker2017?s=09

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق