01‏/10‏/2017

القذافي يحكم من جديد لكن هذه المرة اسمه ترامب

كل ما زاد منصب الإنسان طُلِبَ منه أن يزيد انضباطه أكثر، فما يصدر من موظف عادي بدائرة ما، لايُقبَل من رئيس دولة، فما بالك إن كان رئيس الدولة أشدهم رعونة وجنونا؟ وما تقول إن كانت هذه الدولة هي الولايات المتحدة الأمريكية!؟

في السابق كنا ننتظر اجتماعات القمة العربية بفارغ الصبر لنسمع ونرى آخر نهفات العقيد الليبي معمر القذافي قائد " الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية الديمقراطية العظمى " وأتمنى ألا أكون قد نسيت شيئا من هذا الاسم.

فالعقيد تارة يخرج علينا بمقترح دولة مشتركة تجمع الفلسطينيين واليهود تحت اسم إسراطين، وتارة يبشر الزعماء العرب بنهاية تشابه نهاية صدام، وتارة يصف شارون بأنه عميل للعرب، إضافة لذوقه المتميز باختيار الأزياء والحارسات من النساء.

لكن هذا الجنون ليس من النوع السلمي المحبب المسلي، بل هو جنون عظمة ديكتاتوري يخفي خلفه وجه إجرامي قمعي تشهد له مجازر مصراتة وسجن بو سليم.

واليوم يستبدل القذافي تسريحة شعره ولونه ونمط أزيائه ويعود ليحكم أمريكا......

فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية له دلالة واحدة فقط، أن العداوة والمحاربة للإسلام والمسلمين ستكون جهارا نهارا بشكل صريح دون اختباء خلف تصريحات ديبلوماسية، أو ابتسامات جيوكندية.

الرجل يمثل صوت اليمين المسيحي البروتستانتي المتطرف والسائد بين المجتمع الأمريكي، والذي يعبر عن نفسه اليوم بكل وضوح ودون حرج.

ترامب مثلا يقول بكل وضوح بأحد خطاباته أن دول الخليج لا تملك شيء سوى المال، وأنها دون أمريكا لا تساوي شيئا، وأنه سيجعلها تسدد ما قيمته 19 تريليون دولار لحساب أميركا.....

هكذا بكل بساطة...

ولاشك أن فوز ترامب سيعطي زخما ودعم لليمين المتطرف في أوروبا، الذي بدأ صوته يعلو إثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث طالب اليمين في هولندا وفرنسا أيضا بخروجهما من الاتحاد الأوروبي.

أي أن تقدم ترامب يعني نهاية تراجع الاتحاد الأوروبي كمشروع جامع للقارة العجوز....

سواء ترامب أم كلينتون تبقى أمريكا هي أمريكا، لكن ما يختلف هو الوسائل لتحقيق السياسة التي تخطها مراكز الدراسات والشركات العملاقة، هذه السياسة غاية في الانضباط وقمة في التخطيط، تستطيع وضع مخططات لسنوات وتنفيذها بدقة.

وصول أوباما للبيت الأبيض قبل ترامب كان مخطط له أيضا، فهناك فلم أمريكي بعنوان " head of the state " ومن إنتاج سنة 2004 يحكي وصول مواطن أمريكي أسود البشرة لمنصب رئيس الجمهورية، بما يعتبر تمهيد نفسي للمجتمع الأمريكي لتقبل الفكرة، تماما كمسلسل " ذا سيمبسونز " حين عرض في إحدى حلقاته عام 2000 وصول ترامب لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

نظرة سريعة لكوكب الأرض تخبرك عن المستقبل السعيد القريب الذي ينتظره.

كيم جونغ أون في كوريا الشمالية، وبوتين في روسيا، خامنئي في إيران، البغدادي في سوريا والعراق، بشار الأسد في سوريا، عون في لبنان، السيسي بمصر، وحفتر في ليبيا، وأخيرا ترامب بأمريكا!!!!!!

كان الله في عون هذا الكوكب المسكين وشعبه، والأفضل أن نفتش عن كوكب آخر......

جاد الحق

مقالات جاد الحق

تلجرام telegram.me/jadalhaqarticles

فيسبوك https://www.facebook.com/jadalhaqarticles/

تويتر https://twitter.com/freetalker2017?s=09


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق