01‏/10‏/2017

سلسلة مقالات القاعدة في سوريا 9 ( السيسي والجولاني إخوة المنهج والتسريبات )

لم أنتبه للتشابه الكبير بين الشخصيتين إلا مؤخراً، الفريق عبد الفتاح السيسي، والفاتح أبي محمد الجولاني.
شخصيتان نكرتان ظهرتا فجأةً، ليركبا موجة ثورة الشعوب بغية حرفها عن مسارها.
الاثنان لديهما ماض في أحسن أحواله مشكوك فيه، الاثنان تسلطا على شعبين ثائرين بالحديد والنار، الاثنان اتخذا شخصيةً كرتونية لعبت دور التيس المستعار لتحليل السلطة، الاثنان يدعيان أنهما يصونان مكتسبات الشعبين اللذين يسومانهما سوء العذاب، الاثنان يحاربان أعداء الشعب _ وهم الشعب نفسه بالمناسبة _ ، والأهم على الإطلاق الاثنان فُضحا فضيحة بجلاجل عبر تسريباتٍ لمحادثات صوتية.
لطالما تميز أخوا المنهج والتسريب، الجولاني والسيسي، بوجود فرقة من المرقعين المطبلين الذين مهمتهم تتمحور حول تمجيد الزعيم الملهم وإنجازاته الوهمية، وشيطنة من يخالفه ورميه كذباً وبهتاناً بأشنع الصفات، وأقبح الأوصاف.
الإعلام دائماً كان سلاحا قوياً بيد الطغاة لترويض الجماهير، وإسقاط المخالفين، ولكم يحلو ذلك المنظر حين ترى سيف الإعلام طاش من يد الطاغية ليبترها، وقتها تشعر بمزيج من التشفي والنصر والاستمتاع، إذ ترى العدالة الشعرية قد أخذت مجراها في انقلاب السحر على الساحر، وصار جزاؤه من جنس عمله.
بعد عامين ونيف من فضيحة تسريبات مكتب السيسي، التي ظهر فيها تعاطي مدير مكتبه للترامادول، وظهر تعبير "فلوس زي الرز" ، خرجت علينا تسريبات الجولاني _ أو نايف كما يلقب _ لترفع عباءة الدين والشعارات البراقة، عن سوءة كهنة النفاق وزبانيتهم.
تجد في تسريبات الهيئة الصورة الحقيقية البشعة لها بدون أي مكياج أو فلاتر، شلة من الكذبة الانتهازيين المجرمين الذين جعلوا الدين حشيشا لتخدير الشعب، وصيّروا شرع الله هزواً ولعباً.
من صدع رؤوسنا بمظلومية المهاجرين، وتحكيم شرع الله، وحرمة التعدي على المشايخ وطلبة العلم، يخلون إلى شياطينهم فيتحررون من أقنعة النفاق التي يخدعوننا بها، فالمشايخ المهاجرين للترقيع، والإعلام الجهادي للكذب والتدليس، والعناصر السذج قرابين للشيطان تنحر على مذابح البغي والإجرام وهم يظنون أنهم يقتلون في سبيل الله.
وبعد انتشار نتنهم المخبوء، يطلّ علينا بقية كهّانهم بحبوب مسكنة للدراويش من عناصرهم، فيعلّق على التسريبات بحرمة التجسس وأن المجالس بالأمانات.
أسلوب سخيف ومكشوف لصرف النظر والتدليس، عبر الدعوة لترك الحمار، واللحاق بالرسن.
إذن هو الإعلام الذي طالما خافوا منه، ولاحقوا الشرفاء من أهله، واستخدموه كحبال سحرة فرعون لطمس بصيرة الناس وإرهابهم، هو بالآخر ما أسقطهم.
إنها العدالة الشعرية التي تذكرني بقصة الملك الذي كان لديه أذنان طويلتان كأذني الحمار، وسببّتا له حرجاً وأزمة نفسية، وكلما دعا حلاق ليحلق له شعره، يسأله عن أذنيه فيخبره الحلاق بعفوية إنهما كأذني الحمار، فيثور الملك ويقتل الحلاق، إلى أن أتاه حلاق مرقع أخبره أن أذنيه جميلتان، فسر الملك وجعله حلاقه الخاص.
ضاق الحلاق المرقع ذرعاً بكتمه للحقيقة، فلجأ لبئر يسقي نباتات القصب، وصاح بالبئر بأعلى صوته "أذنا الملك طويلتان كأذني حمار"
شعر بالارتياح بعد أن وضع السر في بئرٍ عميق، لكن حين صُنِعَ من قصب البئر مزامير ونايات، صارت كلها تعزف مقطوعة "أذنا الملك طويلتان كأذني حمار"
وانتشرت فضيحة الملك بطول البلاد وعرضها.....
لا يهم من نشر تسريبات الهيئة، المهم أننا سمعنا مقطوعة "أذنا الجولاني طويلتان كأذني الحمار"
جاد الحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق