14‏/02‏/2021

هل تعرف قصة شعار سوريا؟؟



 كثيرون لا يعرفون القصة الكامنة خلف شعار سوريا، ولا يدركون الدلالات التاريخية والسياسية للرموز الموجودة فيه، وفي حين استفاض البعث في مناهجه بتدبيج المديح الكاذب لمنجزاته الوهمية، وتحبيك الكلام المزوّق لطمس جرائمه، لم نجد في حياتنا الدراسية شرحا لشعار بلدنا، ورموزه، ولتكن بدايتنا في قصة شعار سوريا من سؤال:

هل تظن أن الطائر بشعار سوريا هو النَسر؟؟

إذا كنت تظن ذلك مثلي كما كنت قبل البحث في الموضوع فاسمحلي أن أخبرك بأن ظنك ليس في مكانه، والصحيح أنه العُقَاب، وسبب اختيار العُقَاب شعارا لسوريا هو أنه أشرف الطيور الجوارح، وأسماها، وله مكانة سامقة عند العرب في الجاهلية والإسلام، لأنه طائر قوي لا يأكل إلا من صيده، ولا يأكل الجيف ولا الحشرات، وينقض على فرائسه من الأعلى، وله بصر ثاقب يضرب به المثل فيقال ( أحد من بصر العقاب )، وهو يغلب الصقر في القوة، ويفوقه في الحجم، ولبأسه وسرعته وعلو نفسه سمته العرب الكاسر.

وكانت راية قريش في الجاهلية اسمها العقاب، ثم سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد راياته العقاب ( كانت سوداء ولم يثبت وجود أي كتابة عليها ) وكانت راية خالد بن الوليد يوم فتح دمشق هي العقاب، وأيضا كان شعار الدولة الأيوبية التي أسسها صلاح الدين، ولذلك تم اعتماده شعارا لسوريا بمرسوم رئاسي عام 1945 ميلادي، حيث يحيط العقاب بترس عربي أسفله سنبلتان ترمزان للخير والعطاء وطابع البلد الزراعي، ويمسك بمخالبه شريطا كتب عليه بالخط الكوفي الجمهورية السورية.

أما تاريخيًا، فقد استخدم نابليون العقاب الذهبي الروماني رمزاً لإمبراطوريته الفرنسية الجديدة، كما كان العقاب رمز جيش الامبراطورية الفارسية الأخمينية قديما، إضافة لاستخدام رمز العقاب ذي الرأسين من عديد الدول والممالك والجيوش والإمارات عبر التاريخ.

ومن الأخطاء الشائعة ترجمة العقاب بالإنكليزية، حيث إن معناه بالإنكليزية Eagle ، أما النسر فترجمته Vulture وهو حسب ما ذكر بتعريفه ببعض المعاجم الإنكليزية طائر جبان لا ينقض على فريسته إلى أن تموت، أو يأكل جيفا، أو صيد حيوان آخر، على عكس العقاب Eagle المتصف بالشجاعة والقوة والرفعة.

الذي رسم العقاب السوري هو الدبلوماسي، والرسام التشكيلي خالد العسلي، وقد ضمنه رسالة سياسية خفية وهو النظر لليسار، مع أن جميع المراسيم لم تحدد جهة نظر العقاب، واستمر هذا الأمر باستثناء أيام الوحدة مع مصر حيث نظر العقاب لليمين، ثم بعد الانفصال عاد الشعار القديم ذو الدلالة السياسية الخفية، وهي الإشادة بالتوجهات اليسارية السورية مقابل اليمينية، حيث كان العسلي أحد روادها.

خلال الاحتلال الفرنسي تأسست أحزاب قومية ويسارية كثيرة منها الحزب الشيوعي، والقومي السوري، وعديد الأحزاب اليسارية الأخرى التي خرج البعث من رحمها لاحقا، وكان البرلمان السوري الأول عربيا الذي يضم عضوا شيوعيا ( خالد بكداش ) كما ناقش البرلمان السوري في نهاية الأربعينيات، قبل الوحدة مع مصر وقبل انقلابات البعث تطبيق مشاريع الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية، وما شابه، وجميعها أفكار يسارية عموما، وتعززت التوجهات اليسارية في سورية مع انقلابات البعث عامي 1963 و 1966 ثم انقلاب حافظ أسد 1970، حيث تحدث فاروق الشرع كيف أن القيادة البعثية السورية هي قيادة يسارية، وأن الأمر لا يقتصر على حافظ أسد بل هناك بعض المسؤولين اليساريين المتشددين في سورية الذين «لم يهضموا» ربط أسد بين العروبة والإسلام في أحاديثه حسب ما جاء في كتابه الرواية المفقودة. 

وتحكي بثينة شعبان في كتابها عشرة أعوام مع حافظ أسد كيف كان يروي لضيوفه الغربيين بفخر أن المرأة السورية نجحت في التحرر والمشاركة في الحياة السياسية وهذا يعود لنجاح حزب البعث وغيره من الأحزاب اليسارية في تشجيع النساء على تحطيم القيود الاجتماعية والدينية.

يا ترى بعد أن ينصرنا الله بثورتنا المباركة، كيف سيكون شكل علمنا الجديد وألوانه، وما هو شعار دولة الحرية والكرامة والعدل التي ستقيمها الثورة؟!

♥️

معتز ناصر ( جاد الحق )

24‏/12‏/2020

اللجنة_الدستورية وسياسة ترك الحمار والجري خلف الرسن#

يواجه أصحاب القضايا الهدامة معضلة إقناع الناس بقضيتهم، فيلجأون للعبة نفسية تعتمد طمس الحقيقة وتشويشها بتفاصيل ترهق السامع، وتملله، لكنها تعطيه انطباعا بصحة ما يقدمونه من براهين، وكلما حوت بطياتها مصطلحات معقدة، وأحداث صعب التأكد من صحتها كلما كان أثرها بالسامع أبلغ، وإذا كان السامع ضمن جمهور، فحينها يسهل إقناعه أكثر لأنه قد تخلى عن شخصيته الفردية التحليلية النقدية، ليصير جزءا من كتلة عاطفية قابلة للتلاعب بها وتوجيهها بشكل أسلس، حسب جوستاف لوبون في كتابه سيكولوجيا الجماهير.

ما سبق أفكار علينا تثبيتها لأننا ستمر معنا...

من تصور أننا بعد 10 سنوات من الثورة سنضيع البوصلة، وسننسى لماذا خرجنا ضد نظام أسد الأقلوي المجرم؟
من ظن أننا سنسلم له رقبتنا بيدنا ليذبحنا بسكينه الطائفية الحاقدة؟
من توقع أننا سنستمرئ اغتصاب أعراضنا من شبيحة، وسنصفق لسرقتهم أراضينا ودورنا بقرارات إرهابية ظالمة؟؟
لكن هذا ما بدأنا بفعله نتيجة ما عُرضنا له من صدمات مدروسة سلبتنا وعينا واتزاننا، وخاصة عبر ما يعرف باللجنة الدستورية!!!!!

كل أحرار سوريا هتفوا عبر 10 سنوات "الشعب يريد إسقاط النظام" ليرد عليهم شبيحته "الأسد أو نحرق البلد" في تبيان واضح وصريح للمعركة الصفرية الطاحنة التي لا تحتمل إلا منتصرا واحدا يحوز كل شيء، ومهزوما واحدا يخسر كل شيء، فمتى هتفنا "الشعب يريد إصلاح الدستور"؟!
ومتى هتفوا "الدستور أو نفعل المحظور"؟!
لذلك الفكرة الأساسية الأصلية التي ينبغي علينا أن نتمسك بها ونعض عليها بالنواجذ أن معركتنا مع النظام المجرم ما كانت وليست ولن تكون حول دستور وقانون، بل هي معركة وجود بين شعب يريد كرامته وحريته وبين نظام أقلوي مجرم تسانده قوى احتلال خارجية...
حين نتذكر هذه الحقيقة الواقعية البديهية ونُذكّر بها ندرك تماما حجم الجريمة غير المبررة التي تلطخت بها أيدي من شارك بما يسمى اللجنة الدستورية، ثم هو اليوم يخادع الشعب لتستمر مأساته وينال واقعا أسوأ مما كان لديه قبل الثورة!!!!

بالعودة لفاتحة المقال نجد أن شركاء جريمة اللجنة الدستورية يمارسون لعبة تضليل الشعب على مبدأ "ترك الحمار واللحاق بالرسن" أي إغراق الحقيقة الجلية بتفاصيل جدلية لا تسمن ولا تغني من جوع، الغاية منها التشويش والتلبيس، ويستخدمون بذلك جملة من المغالطات المنطقية والكذبات، كمثل:

1) ( عطونا بديل عن اللجنة؟! )
وهي مغالطة تشبه ( إذا راح بشار مين رح يجينا ؟ ) مع أن البديل موجود وهو القرار الدولي 2254 والأهم منه دعم قدرة هذا الشعب البطل على الصمود، عبر تقديم مشروع وطني يحقق أهداف الثورة، ويستنقذ جميع السوريين من جحيم نظام أسد.

2) ( إذا ما رحنا نحنا بروح غيرنا )!!
أي إذا لم نكن نحن من يبيع ويقبض فهناك غيرنا مستعد لذلك وسيقبض بدلا عنا!!

3) ( اللجنة الدستورية مدعومة دوليا )
فهل هي مدعومة دوليا أكثر من نظام أسد وحلفائه الروس والإيرانيين؟ وكيف ستدعم دوليا إذا كانت هي مخرج من مخرجات مؤتمرات سوتشي وأستانا اللذان أقامتهما روسيا، وحضرتهما إيران؟!

4) ( أحرجنا النظام دوليا وحققنا مكتسبات كبيرة )
هل هذا الكلام أفاد شعبنا عند احتلال معرة النعمان وسراقب وخان شيخون وريف حلب الغربي، أو أوقف المجازر بجبل الزاوية؟؟
فأين هو الإحراج، وأين هي المكتسبات من تهجير مليون إنسان من بيوتهم، وتحويلهم لمشردي خيام، مع آلاف الشهداء والمعاقين...

5) ( عنا تواصل مع الداخل، وعمنخبر شعبنا أول بأول )
وأكبر دليل على صدق ذلك هو الشعبية الكبيرة لنصر الحريري الذي طرده الأحرار من مدينة الباب بالأحذية يوم دنسها، ثم من جنازة الساروت بالشتائم يوم أتى ليتاجر بدمه، ثم زيارات هادي البحرة للداخل التي تكون سرية وسريعة ولدوائر خاصة كحال من يفعل فعلا مشينا يخجل منه.
والدليل عليه عدم اعترافكم بالهوية العامة لسوريا المسلمة عربية الثقافة واللسان، التي استوعبت باقي الطوائف والقوميات بشكل تعايشي متناغم، فصدق أو لا عزيزي القارئ أن النظام كانت له مواقف أصلب وأوضح من المحسوبين زورا على الثورة في جزئية الهوية السورية من دين وهوية ولغة.
7) ( الواقعية السياسية والموضوع أكبر مننا ووصلنا للنهاية )
الواقع يقول أننا الطرف الأضعف بمعادلة الصراع لكننا للآن لما نهزم بعد، بل إن النظام فعليا هو من أصبح أضعف بكثير مما كان عليه ببداية الثورة، وطالما أن هناك مناطق محررة يرفع بها علم الثورة، ولازالت توابيت شبيحة أسد تعود ملفوفة بعلمه لقرى مؤيديه فالمعركة مستمرة، والنصر ممكن، أضف أن السياسي المحنك يعرف أن المعطيات الدولية متغيرة وغير ثابتة، وهناك دائما تدافع عليه استغلاله واللعب بالهوامش المتاحة لتحقيق الأفضل، أما المهزوم نفسيا وحضاريا فهو من يهرول ليلعق حذاء عدوه، ويشرعن جرائمه بتسميته الوفد الحكومي، ومناداة مجرميه بالزملاء...
للحديث شجون، والكلام يطول وهذا غيض من فيض مغالطات وكذبات المشاركين بجريمة اللجنة الدستورية، ولنضع في حسباننا أن سكوتنا عنها وعدم التحرك شعبيا لإسقاطها هو كمن يذبح نفسه بسكين عدوه، والبديل عنها بعد إسقاطها الذي لا بد منه هو التمسك بالقرار الدولي 2254 الذي وإن كان لا يرتقي لمستوى تضحياتنا إلا أنه سقف ما انتزعناه بحناجرنا وبنادقنا من النظام لدولي المجرم.

( رابط وثائقي هام من بضع دقائق أعدته بوصلة سوريا يشرح اللجنة الدستورية وخطورتها والبديل عنها وواجبنا في مواجهتها، أرجو مشاهدته ونشره 👇👇

https://m.facebook.com/107311341219645/videos/672973393580713/?refsrc=https%3A%2F%2Fm.facebook.com%2F&_rdr )

10‏/10‏/2020

#سوريا_تحترق ؟! ، لا جديد هي كذلك منذ ستين سنة!


للتعاطف قدر محدود، فهو ليس بالأمر اللانهائي، وقد تجبر الظروف الشخص على حصر تعاطفه مع أناس بعينهم دون غيرهم، ويبدو أن هذا مصير السوريين في دولة آل أسد الطائفيين.

لو لم تكن سوريا اليوم سوريا الأسد لكان السوريون من #دير_الزور والحسكة وحلب ودرعا وإدلب والسويداء سارعوا زمرا وأفرادا لتلبية نداءات الاستغاثة في الساحل السوري، الذي أبى أسد إلا أن يصبغه بذات لون طائفيته وحقده، فأنا مثلا من حلب التي كانت حاضرة سورية تزهو على العالم، ثم آلت بدولة آل أسد الطائفية الحاقدة إلى أطلال مدينة، يسكنها أطلال بشر....
فماذا يظن موالو أسد المجرم في عرينه بالساحل الذي صدّر حقدا ودمارا واغتصابا وموتا وتعفيشا من شبيحته الطائفيين لكل السوريين؟
هل تراهم يتوقعون من السوريين في إدلب ودمشق ودرعا والرقة وغيرها من مناطق سورية أحرقوها ليبقى الأسد، هل تراهم يتوقعون منهم التعاطف والفزعة؟!
لسوء حظهم ذاكرتنا حية جدا، بل نعمل على إحيائها وتوقدها ونحن نرى بكل يوم خيام تشردنا، ونظرة الانكسار في عيون حرائرنا اللواتي اغتصبوهن، وقبور شهدائنا تغطي سوريا من أقصاها لأقصاها.

هل تذكرتم أولئك الشهداء الذين ذبحتموهم بسكاكينكم الحاقدة بناء على مذهبهم قبل موقفهم السياسي؟
لقد هتفوا مرة "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، إلى أن خرجتم من أوكاركم وجحوركم لتعلمونا أن الشعب السوري ألف واحد وليس واحد، وبدا ذاك واضحا من تفاعل "أضحكني" على منشورات حرائقكم، وتعليقات الشماتة عليها!!
ألم تقولوا يوما الأسد أو نحرق البلد؟!
ها قد احترقتم أخيرا، والأسد ظهر بحقيقته كلبا أجربا بعد احتراق فروة الأسد المختبئ تحتها.

رغم أن السرعة من خصائص وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها اليوم أثبتت أنها بطيئة للغاية، ومتأخرة ستين سنة عن الحدث، فوسم #سوريا_تحترق يجب أن يتصدر "التريندينغ" منذ عام 1963 يوم انقلاب البعث المجرم، مطية الطائفيين الأقلويين، الذين لم يتوقفوا من يومها عن إشعال الحرائق في سوريا لتنتشر لباقي الإقليم.
حرائق في كل شيء، الدين، الاقتصاد، السياسة، التعليم، النهضة، الحرية، وحتى الإنسان!!!!
حرائق ملأت التاريخ سوادا ورمادا، وأتت على الأخضر واليابس بسوريا الحضارة والقيم، ليقوم على تلال رمادها عرش آل الأسد الإبليسي متربعا عليه الصبي بشار ممسكا قيثارة الخراب يغني لسوريا.
صلاة الاستسقاء في المساجد التي صارت بعهد النظام الأقلوي الممانع مواخير للسكر والكفر بالله، ومسارح اغتصاب لحرائر سوريا، وساحات إعدام طائفية، وذلك لطلب المطر من الله غوثا لبيوت أسست على التعفيش، وأموال جمعت من سرقات مدن سوريا وقراها التي يسكنها غالبية السوريين من أعداء الطائفة الموالية لبشار الأسد، أي مهزلة هذه، وأي مضحكٍ مبكٍ ذاك!!!!
صفاقة وقلة أدب يتورع عنها إبليس وفرعون، وأبي جهل.

لكن مع ذلك هناك دعوات لأجلكم، وصلوات لمعاناتكم، إنها دعوات المظلومين عليكم، وصلوات الغضب من الثكالى والمقهورين تلعنكم وتبارك حرائق التشفي والانتقام التي أركبتكم الباصات الخضراء، وهجرتكم من بيوتكم.

هل تظنون أن القادم إليكم أفضل؟
هل تخالون أن المستقبل عندكم سيكون أجمل؟
لا دولة تهتم بكم وهي تشعلكم حطبا في حرائق سوريا منذ ستين عاما، لا رئيس سيزور قراكم المحترقة، لا حملات إغاثة شعبية ستنطلق في سوريا لأجلكم، لا دولة ستهرع طائراتها لتنجدكم، فهي مشغولة فقط بقصفنا من حميميم والتيفور، خزينة دولتكم فارغة على عروشها بعد أن نفدت في استجلاب كل شياطين الشر لقتلنا، حتى صارت تعوض قتيلكم بتيس وساعة حائط وعلبة متة، إلى أن أصبحت حتى التيوس وساعات الحائط وعلب المتة حلما لكم وأنتم تنطحون بقرون حقدكم جلمود ثورتنا....

هل بات آل الأسد ومخلوف وشاليش بالعراء، أم فقط أسر قتلاكم الذين هلكوا في سبيل دنيا عائلات عرش الخراب والدم؟
هل بقي لديكم شباب تطفئ الحرائق، أم هم مشغولون بحرائقهم الخاصة في قبورهم يوم ماتوا وهم يحرقون سوريا ليبقى أسدكم؟

إذا كنتم تريدون إيقاف الحرائق في مناطقكم، فخذوا جذوة من نار، وضعوها في قصور الأسد ومخلوف وشاليش، وانثروا لهيبها في قاعدتي حميميم وطرطوس، وانقلوا شرارها لمعسكرات السيدة زينب، وسفارة ولاية الفقيه، حينها ثقوا تماما أن الحرائق ستنتهي، فقد تكون أساسا من غليون بوتين، أو نرجيلة خامنئي، أو دعوة مخلوف المظلوم!

لا أستطيع إلا أن أتعاطف مع #بانياس المذبوحة بسكين الأقلوي الطائفي علي كيالي، و #اللاذقية المسبية من شبيحة الأسد، و #الحفة المقهورة، و #جبلة القسام المنسي، و #طرطوس المغتصبة، وما تبعهم من أرياف سورية وطنية تحت احتلال أسد الأقلوي الطائفي، أما قرى التعفيش، وبلدات الإجرام، وضياع التشبيح، فهي تحترق بما أشعلته أيادي أهلها الآثمة منذ ستين سنة في سوريا القيم والحضارة، التي أرجو أن يقوم من رمادها سوريا الجديدة، دولة العدل والقانون والقيم، كطائر عنقاء حر أبي عصي على إهلاك المجرمين.


18‏/06‏/2020

التنوير الكاذب والوعي الناقص

أظن أن الحالة المثالية للثقافة أن تكون غير منحازة، وللوعي أن يكون غير مجزّأ، لذلك حين أكون ببلد ما، وأظن بنفسي أنني مثقف، وعنصر فاعل في مجتمعات يُفتَرَض أنها (متنوّرة) وحضارية تتمتع بحرية فكرية، ووعي عالٍ مقارنة بعامة الشعب، وأسعى لتطوير المجتمع، ومساعدة فئاته المهمشة، فهذا الأمر يضعني أمام استحقاق كبير، وتحت مسؤولية عظمى، فالبعض من (المثقفين) يرى أنه من الوعي والتنوير، وحرية الرأي والتعبير، النقاش في أمور دينية أو فكرية ومجتمعية حساسة ومصادمة لهوية الشعوب، وبشكل هجومي يثير استفزازها، خاصة على العام في وسائل التواصل، غايته استعراض العضلات، وإيصال صورة أنه المميز الذي لا أتبع القطيع مثلكم، علمًا أن الكلام بمواضيع مماثلة يحتاج متخصصين أفنوا سنوات عمرهم يحلّلون دقائقها، ويسبرون أغوارها، بينما في الوقت نفسه لا يكاد هذا المثقف المتنوّر يتجرّأ على مناقشة أقل من هذه الأمور بكثير بما يتعلق بأخطاء سلطة الحكم ببلده، فضلاً على أن يبدي رأيه بانتقاد أو تصويب له، هذا إن لم يكن بوقًا لها، يقضي حياته بالتسبيح بحمدها ليلًا نهارًا.

ولنكون أكثر دقة دعونًا نخصص الحالة السورية:

في مناطق النظام، وانعكاسًا لحضارة الغالب وسطوته، وأثر الإعلام العالمي في جلد عقول المغلوبين، وعبر أذرع مؤسساتية دولية، وُجِدَت أساسًا لخدمة توجهات سياسية، تروّج للثقافة الغربية أنها طريق التحضر والنهضة، نجد انتشارًا كبيرًا لأفكار حرية المرأة وحقوقها من جانب أن الدين والمجتمع قد هضما حقها بموضوع الميراث والعمل والزواج المبكر..إلخ، والتي أُشبِعَت بحثًا وتفنيدًا وردًا من جانب فقهاء الشريعة ومفكريها، بينما لا يتم التطرق بتاتًا للجانب الأهم من حرية المرأة التي نسفها النظام نسفًا بمجازره المستمرة منذ تسع سنوات بحق الشعب السوري، خاصة المرأة التي كانت الضحية الأكبر، حين حرمها النظام من أبسط حقوقها وهو حق الحياة، أي حياة، وحرمها ليس فقط من أبنائها وزوجها ووالدها وإخوتها، بل حتى من معرفة مصيرهم عبر قتلهم أو تغييبهم، ومارس ضدها عنفًا جنسيًا وجسديًا ونفسيًا في معتقلاته وخارجها لم تسمع به البشرية، فأين هؤلاء المثقفون المتنورون والنشطاء المتحررون والمنظمات الحنونة من المرأة المهدورة في دولة بشار الأسد؟!

البعض يهرب من هذا الاستحقاق بنسف كل تلك الوقائع وجحدها، ولسان حاله (السماء صافية والعصافير تزقزق، والله يطفيها بنوره، ولا بتآذونا ولا منآذيكم)!!

الأمر نفسه بالنسبة إلى كل ما يتعلق بالشريعة الإسلامية، نقدٌ وهجوم وتشويه وحرب لا هوادة فيها، بينما يكون الصمت المطبق، والتجاهل التام في مناقشة قوانين مكافحة الإرهاب التي وضعتها أفرع مخابرات النظام، والقانون ٤٩، وغيرها من قوانين مخابراتية إجرامية، علمًا أنها قوانين وضعها بشر مثلنا يصيبون ويخطئون وليست وحيًا إلهيًا، ولم تستخدم إلا في الظلم، وضد مبادئ حقوق الإنسان!!

نأتي إلى موضوع الحكم والديمقراطية:

أي مناداة بأي حكم إسلامي قبل أن نعرفه ما هو، وما طرحه، ومن طرحه، وما هي  وسائله، وآلياته، فهو مرفوض ودعشنة وقعدنة، وسورية دولة متعددة الطوائف والقوميات، ولا لتسييس الدين ويسقط الإخوان و..إلخ.

أيضًا أي ديمقراطية تأتي بأي إسلامي يجب الالتفاف عليها ألف التفافة، واشتراط ألف شرط وشرط عليها، بذريعة حماية الأقليات، والمبادئ الإنسانية، والمواد الفوق دستورية، و..إلخ

أما فيما يتعلق بالقائد الخالد الذي تُفصّل له الدساتير حسب هواه، وتُعدّل له القوانين حسب مزاجه، ويحكمنا بفردانيته ٣٠ عامًا بقبضة المخابرات، وبنسب استفتاء 99.9 و97.7، ثم يورّث ابنه الحكم بعد مسرحية هزلية تم فيها له تعديل الدستور (الدائم) بخمس دقائق، والبعث القائد للدولة والمجتمع من ستين عامًا للآن، والأقلية التي لا تزيد عن 10% وخرج منها أكثر من 80% من القيادات الأمنية والعسكرية الممسكة بزمام السلطة، فهنا لا تحس لهذه المنظمات أو التجمعات أو الأفراد من المثقفين من أحد ولا تسمع لهم ركزًا.

وتطول قائمة الازدواجيات وتتشعّب، لكن خريطتها واضحة، ما تسمح بنقده السلطة نشرّحه ونتفنن به، وما لا تسمح به نغلق عنه العيون، ونصم الآذان، ونسكت الألسن، وفي النهاية ليس الجميع (أحمد بن حنبل) “وبدنا نمشي الحيط الحيط، وعنا ولاد بدنا نعيشهم”.

الوعي والتحرر والثقافة مفاهيم لا تتجزأ، فإما أن أستعملها مع الجميع، وإما أنا مجرد مزوّر ومطبّل آخر أنشر دعاية السلطة، وأدور بفلكها، وأنفذ رغباتها وما تريده سواء عرفت أم لم أعرف.

في مناطق الشمال السوري (الثورة):

الأمر نفسه في مناطق الثورة، انتقاد لتكفير (داعش والقاعدة) وجرائمهما وخَرَس عن أخطاء الفصائل المسيئة المحسوبة على الجيش الحر.

الإشادة بديمقراطية الانتخابات التركية، وخَرَس عن تعيينها لموالين لها في المناصب القيادية دون أي رقابة أو قبول شعبي.

وطبعًا من يقوم بهذه الممارسة المزدوجة للمفاهيم الثقافية والتحررية الواعية هم أشخاص يُفتَرَض أنهم (نخبة)، ومنظمات يُفتَرَض أنها تنشر الوعي، وترفع السوية الشعبية!

علينا الانتباه لفخ أن ما نظنه أحيانًا ثقافة ووعيًا وتنوّرًا هو ما سمحت به السلطة لنا، أو روجته بيننا، أو سكتت عنه بقصد فقط؛ لأنه يخدم سياستها، ويصب بمصلحتها، فلذلك لا نفرط كثيرًا بخداع أنفسنا ولعب الدور وتصديقه، خاصة من يهربون من مخاطر نقد السلطات والكلام في السياسة، إلى الكلام بثنائية الدين والجنس، فهذان الموضوعات جاذبان للناس، يضفيان هالة الثقافة على من يتكلم بهما، والأهم ليس لهما ركن شديد يحميها من تطفل المتطفلين، وجهالة الخائضين، ويشكلان مساحة مناورة جيدة للسلطة حين تريد أن تبدو تقدمية متحررة، أو محافظة ملتزمة، حسب ما تقتضيه الحاجة.

كلمة الحق ثقيلة، ومهمة من يعلم جسيمة، وأجرهما أعظم منهما، حين يكونا عن مبدأ يرفض التجزؤ، ووعي يرفض التحيز.


معتز ناصر


انتحار ملحد عربي

تصوّر أنك داعية للشذوذ الجنسي، وملحد لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر، لا تخشَ عقابا ولا ترجُ ثوابا، وأن الطبيعة ( كون أنك لا تؤمن بالله والقدر ) أوجدتك كمواطن عربي في زمان علوّ وتمكن بن سلمان وبن زايد والسيسي وحفتر وبشار وخامنئي وبوتين.... إلى آخر شلّة الأنس تلك التي ابتُلي بها كوكب الأرض!!!

لا شك أن الانتحار سيكون قرارا طبيعيا تأخذه بدون تردد....
الإلحاد أسهل الطرق للانتحار وأقصرها، خاصة لو كنت ملحدا عربيا من بيئة مسلمة، عرف الإسلام ثم جحده، وأكثر تخصيصا لو كنت مكابرا مجاهرا بإلحادك وشذوذك الجنسي، وتدعو إليهما، لأن المحلد يرى الدين قيودا وأعباء ثقالا تنهاه عن شهواته التي يلهث وراءه، وتفرض عليه من الواجبات ما لا يهواه، فلا حل إلا بالتحلل من كل ذلك بجحده.
يُصَادم الملحد الفطرة السوية، والمنطق السليم، بشعارات عقلانية وفكرية يرفعها، لينال شهوات حسية ومعنوية، يتفاجئ أنها تزول بسرعة، ويبقى صراعه المرير مع النفس والحياة، الذي لن يقوده إلا لثلاث طرق إما العودة والإيمان، أو الجنون، أو الانتحار.....
غياب مفهوم الإيمان بالغيب من حياة الإنسان ينسف أهم جزء من إنسانيته ألا وهو الروح، خاصة أن الإنسان لا يستطيع تحصيل ملذات الحياة إلا أقلها، وإن نال منها شيء فعلى كدر، وإن فرضا صفت له فلن تدوم، ناهيك عن الاكتئاب واليأس اللذان سيفتكان به من رؤية تسلط الأشرار على الضعفاء، وعلو المجرمين، وغياب العدالة، وانعدام ما يحفّز النفس على فعل الخير، أو اجتناب الشر، كل ذلك يدفعه بلا هوادة للانتحار.

انتحار ملحد عربي شاذ جنسيا ليس بسبب ما يقال أنه "تنمّر المجتمع ضده" بل هو بسبب هشاشته الفكرية والنفسية لمصادمته صحيح الفطرة والعقل، خاصة إذا كان يعيش بالغرب جنة الملحدين والشواذ جنسيا، وتحويل قضية انتحاره لجريمة يتحملها المجتمع المسلم الذي انسلخ عنه ما هو إلا للتغطية على فشل الإلحاد والشذوذ الجنسي في علاج مشاكل الإنسان خاصة العربي، وتحقيق ما يأمله من سعادة وراحة دنيوية، وأضف إلى ذلك أن تلك الفئة من الناس لا تمتلك رموزا شعبية جاذبة، ولا شخصيات مؤثرة تليق بأن يُسلّط الضوء عليها، تحديدا زمن الربيع العربي، لأن أغلب رموز هذا التيار كانوا من المتحالفين مع الأنظمة الاستبدادية، أو الثورات المضادة، ما يسقطهم شعبيا وقيميا، لأنه يظهر كذب شعارات الحرية، وحقوق الإنسان التي يدعونها، ولا يجعلهم يرتقون لمستوى الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، الذين ثبتتهم عقيدتهم في معركة الحرية، ودفعهم إيمانهم باليوم الآخر للإحسان للناس كل الناس مع تحمل أذاهم، وفرض عليهم إيمانهم أن يصدقوا في الشعارات التي يؤمنون بها رغم ما يلاقونه في الدنيا من عذابات.

ما سبق يدفعنا للتساؤل ما الذي يدفع الشباب العربي المسلم للإلحاد، والدفاع عن الشذوذ الجنسي، والمطالبة بتحييد الشريعة الإسلامية عن الحياة؟

هناك جملة من الأسباب لعل أهمها:

1) عصر الهزيمة:
عدم فهم المسلمين لسنن الله في الحضارة والعمران والتدافع، وتخلفهم حضاريا وماديا، مع ما تعانيه دولهم من كوارث، مقارنة بالرفاه النسبي والتقدم الحضاري الذي تعيشه الدول غير المسلمة، يجعل قسما منهم يعتقد أن المشكلة هي بالإسلام نفسه وليس في معرفتنا به وتطبيقنا له.

2) سطوة الثقافة الغالبة:
أخبرنا ابن خلدون أن المغلوب مولع بتقليد الغالب في زيه وشعاره، بل يصل الانهزام النفسي بالمغلوب لاعتناق أفكار الغالب وقيمه، والانقلاب ضد ثقافته الخاصة، ومجتمعه الأساسي، ولو تصفحنا التاريخ لوجدنا أن من أهم ركائز الاحتلال الغربي للدول المسلمة هو تلك الشخصيات التي درست في مدارسه، وتربت في مجتمعه، واعتنقت ثقافته، فصارت وكيلا له علينا، تنشر ما يشاءه من أفكار.
3) حكم القوي على الضعيف:
أفكار العلمانية والإلحاد والشذوذ التي يتم ترويجها في الدول المسلمة مصدرها دول أقوى منها، تعتبر الدول الإسلامية باحة خلفية منتهبة لها، وميدان لترديد صدى الأفكار النابعة عنها، ويتم تسويق هذه الأفكار بستار من الشعارات البراقة، والذرائع التي تبدو محقة كحقوق الإنسان، والحرية الشخصية، علما أن هذه الشعارات تفقد فعاليتها لو تم استخدامها مثلا في الدفاع عن تعدد الزوجات، أو احترام خصوصية مجتمع ما يريد باختياره الطوعي أن يُحكَم بما يعتقده، ولا تسري أحكام هذه الشعارات نهائيا على انقلابات السيسي وحفتر، ولا على جرائم بشار وبن زايد، لأنها فقط تسير باتجاه واحد يحدده الأقوى.

4) الإعلام ووسائل التواصل:
تغوّل وسائل التواصل الموجودة خيوطها بيد الأقوياء، وتغلغلها في أدق تفاصيلنا، وتأثيرها الضخم علينا، ويؤكده ما نقرأه ونراه كل فترة من دراسات وأخبار عما تتركه من آثار نفسية وتوجيهية على جمهورها أهّلها لتكون أفضل سياط لجلد عقول الناس، وإقناعهم بما يُراد لهم.

الأمر ليس تهويل وهوس نظريات مؤامرة، بقدر ما هو خطر حقيقي تجند الدول له أجهزة استخباراتية قوية، ومؤسسات إعلامية عملاقة، وقدرات تقنية متقدمة، ولا أدل على ذلك من الأخبار التي نسمعها بشكل شبه يومي عن استخدام فيسبوك وتويتر في توجيه ملايين الناس لفكرة محددة، أو رأي مسبق، أو حذف يوتيوب لمقاطع تخالف معايير معينة تفرضها مؤسسات الأقوياء التي تمثلهم، من يخالفها يكون مصيره التهميش والنبذ، والتحول لشخص غير مقبول اجتماعيا.


5) نماذج دينية فاشلة:
ظهور تنظيمات وشخصيات دينية أساءت للإسلام وأحكامه، مع تسليط الضوء إعلاميا عليها وتضخيم أخطاءها وتسويقها، أدى لرسم صورة ذهنية عند الناس عن الإسلام وأحكامه أنه دين الخنق، والتقييد، والتخلف، والغرائز الإجرامية الدموية المكبوتة، أو دين الانحلال والضعف والنفاق، حيث يقتصر عمله على أفيون للشعوب تعطاه من مستبديها لتخديرها عن المطالبة بحقوقها.

تفجيرات القاعدة، وسكاكين داعش، وفتاوى الخميني، خطيرة تماما كخطورة نفاق المداخلة، وتدليس الجامية، وتمييع المنهزمين نفسيا من رجال الدين، جميع تلك التصرفات تطرف إما نحو إفراط أو تفريط، تبعد صاحبها عن وسطية الإسلام.

6) الاستبداد:
وهو مفتاح كل شر، ورأس كل رذيلة، ومنبع كل فساد، فما تمكنت تلك الأسباب وأنتجت أمراض الإلحاد، والشذوذ، وبغض الدين، إلا بجهود سلطة مستبدة غاشمة، ضيّقت على الناس معايشها، ولعبت بمقدسات الدين ورموزه فأفسدتها، فمشاكل المسلمين اليوم دينيا ودنيويا ما هي إلا نتاج سلطات مستبدة لا تتواصل مع شعوبها إلا في أفرع المخابرات، ولا تسمع منها إلا صرخات التأييد أو آهات التعذيب، أما آراء الانتقاد فمحرّمة كليا.


كشاب عربي مسلم يعيش هذه المشكلات بشكل يومي، ويعرف عديد الناس الذين أصيبوا بهذه الآفات وبنسب متفاوتة أظن أن الحل الأمثل هو حث الجهود لاستكمال مسيرة الربيع العربي، وانتصار الشعوب بمعركة الحرية ضد الاستبداد، لذلك أظن أن الأولى عدم تضييع الجهود بمعارك جانبية، بل تركيزها بالمعركة المصيرية لانتزاع حرية اختيار الشعوب، فوجود سلطة منتخبة شعبيا، تحوز مفاتيح القوة وهي مستندة لشرعيتها، وتعرف كيف تدير الموارد، وتوجه القوى، وتستنهض الشعب لرسالة البناء، كفيل بأن يحوّل هذه الظواهر الموجهة خارجيا إلى حالات فردية ضعيفة الأثر بين الأفراد، وبالمجتمع.

لا أطالب بإعطاء الإسلام فرصة لأني لا أراه مدانا بقفص الاتهام يستجدي تعاطفنا، بل أطالب أن نعطي أنفسنا نحن فرصة ونتحرر ولو مؤقتا من الأسباب السابقة، وننظر لظواهر الإلحاد والشذوذ الجنسي ومطالب فصل الشريعة عن الحكم بالعقل والمنطق الذي يدعيه أرباب هذه الدعوات، ونتفكر بآثارها المجتمعية المستقبلية، ومنبعها، ودوافع من يعتنقها وينشرها، ومآلات تطبيقها على الأفراد والمجتمعات، وهل ستكون هي فعلا الحل لنا للازدهار والنور، أم أنها وسيلة تطويع أخرى للتماهي أكثر مع رغبات القوي الغالب ؟!


معتز ناصر