25‏/11‏/2017

#دروس_وعبر_من_سقوط_الأكاسرة 3

ما بعد تحرير الحيرة

كان خالد يفكر بالتقدم في عمق الفرس بعد الوصول للحيرة، لكنه عدل عن رأيه حين علم أن جيش عياض بن غُنم قد حاصر دومة الجندل، إلا أن أذناب الفرس من نصارى العرب قد قطعوا عليه طريق إمداده، لذلك آثر خالد المصلحة العامة بفك حصار عياض ومن معه، وتأمين ظهر الحيرة لأن دومة الجندل تقع في جنوبها الغربي، على المخاطرة بالمسلمين لتحقيق مكتسبات شخصية دعائية ( قارن ذلك بعنتريات قيادات الثورة العسكرية التي تضحي بآلاف المجاهدين بخطط فاشلة، أو متهورة، أو غير كاملة، فقط لتحقيق ضربة إعلامية، ومجد شخصي ).

درس خالد خطة فك الحصار، ووجد أن هناك تجمعات فارسية في الأنبار تحديدا بمدينة عين التمر، فقرر خالد التوجه إليها وعدم الاصطدام المباشر بالقوات المحاصرة للمسلمين في دومة الجندل ( لاحظ أن خالد استخدم تكتيك دبيب النمل في فك حصار عياض، وهو نفس التكتيك الذي استخدمته إيران في حصار حلب، حيث بدأ بأهداف بعيدة ثم أقرب فأقرب، ليشتت الفرس، ولا يدخل معهم بصدام يجعله يخسر الكثير كما فعل الثوار بمعركة فك حصار حلب ).

وصل خالد الأنبار فوجد أن أهلها يقفون على حصونها باستهتار عسكري واضح، حيث أن أجسادهم واضحة لرماة المسلمين، لذلك استنتج خالد أن أهل الأنبار لا خبرة عسكرية لديهم، وأمر المسلمين برميهم بالسهام واستهداف عيونهم بالذات، فقام المسلمون بفقئ ألف عين منهم، وهذا يبرهن على براعة المسلمين بالرمي ( سلاح القناصين من أنجح الأسلحة في الحروب ) ، فدب الرعب في قلوب أهلها، وفرّ قائدهم منها، واستسلموا لخالد ودفعوا الجزية.

رصد خالد تجمعات للفرس وأذنابهم من نصارى العرب في عين التمر بالأنبار، فتوجه إلى هذه الحشودات للقضاء عليها قبل فك حصار عياض، وكان الفرس بقيادة مهران بن مهران.

وضع مهران نصارى العرب بمواجهة المسلمين، ووقف خلفهم بمن معه من الفرس.

قام خالد باختطاف قائد النصارى واسمه عِقّة بن أبي عِقّة، وغايته تحييد النصارى العرب عن المعركة، وتأليفهم لصالح المسلمين عبر اللعب على وتر القومية، والتقارب الديني بين المسلمين والنصارى بحكم أنهم أتباع ديانات إبراهيمية، والفرس كانوا مجوسا، وفعلا فر نصارى العرب من أرض المعركة إلى عين التمر، ثم صالحوا خالدا على الجزية، وحين رأى الفرس ذلك فروا أيضا بدورهم، وفتح خالد عين التمر.

نجح خالد بفك الحصار، وصار طريقه آمنا نحو دومة الجندل، فتوجه إليها وحاصرها مع عياض بن غنم، وتمكن من فتحها، وأصبح طريق العودة لجزيرة العرب آمنا، حيث كانت دومة الجندل عقدة طرق، على يسارها الشام، وعلى يمينها وشمالها العراق، وجنوبها الجزيرة.


التزام خالد بأومر القيادة العليا

وصلت رسالة من أبي بكر الصديق لخالد بأن يترك فتح العراق، ويتجه للشام ليغيث المسلمين هناك، إذ كان فتح العراق والشام متزامنا.

فأخذ خالد نصف الجيش ومعه القعقاع وتوجهوا للشام مباشرة ( القائد الناجح صاحب سمع وطاعة وانضباط ).


الفرس يعود لهم الأمل

ولّى الفرس عليهم شهريار بن أردشير، مما ولّد لديهم استقرارا نسبيا، وأملا في رد المسلمين عن مملكتهم، ثم حصلت مواجهة بين جيش المثنى وجيش الفرس قرب بابل، وكان عدد الفرس 10 آلاف، والمثنى 9 آلاف، لكن الفرس كان لديهم بوقتها سلاح نوعي ثقيل يستخدمونه ضد المسلمين، ألا وهو الفيلة!

استطاعت الفيلة إحداث بلبلة وخسائر بجيش المسلمين، لكن القائد المثنى استشار الخبراء بأمر الفيلة عن مقاتلها، فأخبروه أن نقاط ضعفها الخراطيم والأعين، فانقض المثنى على أحد الفيلة وقتله، وحذا حذوه باقي المسلمين، وانتصر المسلمون في بابل، وهنا يبرز أمران مهمان، الأول فائدة استشارة ذوي الرأي والخبرة والتخصص في المستجدات العسكرية، والثاني أن شخصية القائد وشجاعته تنعكس إيجابا على عموم الجيش.


مملكة فارس تعود لها الاضطرابات

قام الفرس بخلع شهريار وقتله، وولّوا عليهم امرأة تسمى " آزر ميدخت " ، وقتلت هذه المرأة ابن لكسرى أبرويز، وأحد أكبر رجالات الفرس وهو " الفرّخزاد " والد القائد الفارسي المشهور " رستم " .

بنفس الوقت استعانت بوران بنت كسرى أبرويز برستم بن الفرّخزاد لقتال آزر ميدخت ومن معها، وتمكن رستم من قتلها، وقام بإعلان بوران ملكة على فارس.

هذه الأحداث السياسية ومنعكساتها وأخبارها، كانت تصل أولا بأولا للمثنى عبر استخباراته، وعلى أساس هذه التطورات كان يعد الخطط ويجهزها، فاستغل انشغال الفرس بأمورهم الداخلية ليعطي جيشه استراحة، ويذهب للمدينة يطلب المدد من الصديق، تاركا للفرس حرية أن يقتلوا بعضهم، فلو هاجمهم وهدد عمقهم بهذه الأحداث فقد يصبح سببا لتوحدهم ضده.


وصية الصديق الأخيرة

وصل المثنى للمدينة ليجد الصديق في النزع الأخير، وهنا موقف آخر يجسد عظمة الصديق وحسه العالي بالمسؤولية، إذ رغم أنه يعالج سكرات الموت، إلا أنه أوصى عمر بن الخطاب بإنفاذ المدد مع

18‏/11‏/2017

#دروس_وعبر_من_سقوط_الأكاسرة 2


أوائل الانتصارات

بدأ خالد بخطة محكمة من الأُبلّة، وعسكر بمنطقة تسمى كاظمة منتظرا وصول الجيش الفارسي، ليفرض على عدوه أرض المعركة، التي تناسب جيشه، وتعرقل جيش العدو.

كان الجيش الفارسي بقيادة هرمز، وعدده ( 40 ألف )، ثقيلا بحركته، لأن الجنود فيه من الفلاحين المجندين إجباريا، فكانوا يُربطون في المعارك بالسلاسل حتى لا يفروا، أما جيش المسلمين فكان عدده صغيرا، حركته خفيفة، مكون من المقاتلين العقائديين النُخَب، وسنرى لاحقا أثر المقاتل العقائدي خفيف الحركة، بمواجهة الجيوش الثقيلة ذات التجنيد الإجباري ( قارن بين أداء عناصر حزب الله، وأداء الجيش السوري النظامي ).

حين وصل الفرس لكاظمة بعد جهد جهيد، قام خالد بحركة استفزازية ذكية للفرس، وذلك بالانسحاب من كاظمة إلى منطقة أخرى تسمى الحفير شمال كاظمة، فاضطر الفرس لأن يحملوا أثقالهم ويذهبوا للحفير، وحين وصلوا بدأوا بحفر الخنادق الدفاعية هناك حتى لا يلتف عليهم جيش خالد ( لاحظ استخدام الهندسة العسكرية )، وحين انتهوا من حفرها، عاد خالد نحو كاظمة وترك الحفير، فاضطروا مغتاظين للعودة نحو كاظمة، وحين وصل هرمز لكاظمة ارتكب خطأ استراتيجيا شنيعا، إذ جعل نهر الفرات خلفه، وبالتالي ضيق مساحة المناورة على جيشه الضخم الثقيل، وقطع على نفسه خط الانسحاب.

أرسل خالد لهرمز رسالة يطالبه إما بالإسلام، أو الجزية، أو الحرب، وغاية الرسالة إما أن تكون سببا في إسلام هرمز ومن معه وفي هذا تحقيق لمصلحة الجهاد، وزيادة رصيد للقوة العسكرية الإسلامية، أو تخذيل هرمز والفرس عن القتال إلى دفع الجزية، وفي ذلك مصلحة كبيرة أيضا، أو على الأقل تحطيم الروح المعنوية للفرس إن أصروا على القتال عبر إبراز ثقة الجيش المسلم بنفسه، ( استخدام الحرب النفسية كسلاح فعال ضد جيش العدو ).

حين اشتعلت الحرب بين الجانبين، دخلها الفرس بأجسام منهكة من السلاسل والحفر والسفر، ومعنويات محطمة بعد أن قُتِلَ قائدهم على يد خالد، وفعلا هُزِموا بسرعة وقتل منهم 15 ألف بسيوف المسلمين، و10 آلاف من المسلسلين غرقوا في نهر الفرات، وكانت هذه المعركة في محرم سنة 12 هجرية، وكانت خسائر المسلمين قليلة جدا.

معركة الوَلَجَة

وصلت أخبار قدوم جيش فارسي ضخم بقيادة " الأندر زغر " و " بهمن جاذويه " ، فانسحب خالد باتجاه الصحراء نحو الغرب إلى منطقة تسمى الوَلَجَة.

اختار خالد هذه المنطقة لكونها منبسطة تعطيه أريحية التحرك، ولأنها على بداية الطريق الصحراوي نحو عمق شبه الجزيرة العربية، وبالتالي خط الانسحاب والإمداد مؤمن، وجغرافية المنطقة معتادة بالنسبة للجش العربي، وجديدة على الفرس.

قام خالد بإخفاء ميمنة الجيش وميسرته عن جيش الفرس، مستدرجا لهم لكمين محكم.

بدأت المعركة باستدراج وإنهاك قلب الجيش الفارسي، ثم إطباق جناحي الجيش المسلم عليه، حتى فني أغلب الجيش الفارسي تحت سيوف المسلمين ( تكتيك الكماشة وهو من أصعب التكتيكات العسكرية وأشدها خطورة ) ومن فرّ منهم هرب للصحراء ليموت جوعا وعطشا، ومنهم قائد الجيش الفارسي " الأندر زغر " ، أما بهمن جاذويه فقد نجح بالفرار للمدائن عاصمتهم.

معركة أُلّيس

جمع القائد الفارسي جابان جيشا عظيما، وعسكر بهم في منطقة تدعى " أُلّيس " ، وغير خالد من تكتيكه العسكري من جديد ( القائد العسكري الناجح يغير خططه باستمرار )، وهذه المرة باغت خالد الجيش الفارسي الضخم بهجوم مفاجئ وهم يأكلون، وكانت هذه المرة المعركة شديدة حامية الوطيس، وبسبب استماتة المقاتلين الفرس بالقتال، قام خالد بأسر سبعين ألف فارسي، ثم قتلهم، ليفني القوة البشرية للجيوش الفارسية، ويحطم إرادة القتال لديها ( أسلوب آخر لاستنزاف العدو وتحطيم معنوياته ).

تحقيق الهدف من القسم الأول للخطة

سلك خالد في طريقه للحيرة طريقا مختصرا آمنا عبر استخدامه السفن في نهر الفرات، حتى وصل إليها وحاصرها ( القائد الناجح يختار الأسهل والأسلم لجنوده فهم رأس ماله ).

كان لدى أهل الحيرة ما يشبه المدفعية في عصرنا الحالي، وتسمى ب ( الخذاذيف ) وهي كرات من طين، مشتعلة بالنار، لذلك ترك خالد بينه وبين المدينة حين حاصرها مسافة أمان ليحمي جيشه من هذه الكرات ( تحييد سلاح العدو النوعي عن المعركة ) ، وبنفس الوقت استخدم خالد سلاح مضادا وهو النُبُل أو السهام، فالجيش العربي المسلم متميز بالإصابة بها، ومداها يصل لحصون الحيرة ( استخدام سلاح القنص بلغة اليوم ).

وفعلا انهارت معنويات أهل الحيرة وبدأوا بالاستسلام للجيش المسلم على أن يدفعوا الجزية.

بعد هذه الانتصارات العسكرية المدوية، قام خالد باستثمارها معنويا وسياسيا، عبر إرسال رسائل الترهيب والترغيب للقيادات الفارسية بغية إما إقناعهم بالإسلام، أو الجزية، أو على الأقل تحطيم إرادتهم القتالية، وهذا أحد أهم أخطائنا في الثورة، أننا لا نجيد توظيف انتصاراتنا العسكرية بما يضمن لنا انتصارا سياسيا....

#يتبع......


15‏/11‏/2017

السعودية إلى أين؟

رعت بريطانيا العظمى مؤسس الدولة السعودية منذ بدايات تحركه، وذلك مقابل أن يخدم عبد العزيز آل سعود مصالح بريطانيا في الجزيرة العربية.

اعتمد ابن سعود على الدعوة الوهابية ليعطي نفسه ودولته صبغة دينية ينافس بها خصومه من الأشراف وآل الرشيد، ويحمي عن طريقها أبناءه من ثورة داخلية.

أخذت العلاقة البريطانية السعودية، طابعا حميميا أكثر في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، بعد اكتشاف البترول في الجزيرة العربية.

عقب الحرب العالمية الثانية تراجع النفوذ البريطاني لصالح أميركا، وورثت الامبراطورية الأمريكية الجديدة اتفاقيات الحماية للأنظمة الوظيفية في الدول الإسلامية، وعلى رأسها السعودية.


نقطة التحول

انتشرت في فترة الستينات والسبعينات مظاهر تفلّت وانحلال خُلُقي غريبة على المجتمع السعودي، تم تسويقها تحت شعارات الحداثة والتقدم، مما أغضب شرائح كثيرة من المتدينيين، خاصة أن دولة آل سعود كانت تشجع هذه المظاهر " المأمركة " .

تفجر غضب المتدينيين الحاقدين على التحول الاجتماعي في السعودية بحادثة احتلال الحرم المكي في عام 1979 من قبل جماعة جهيمان العتيبي.

كانت هذه الحادثة الصفعة التي أيقظت آل سعود على خطر سياستهم القديمة، وجعلتهم يتحولون لسياسة أخبث منها.

اعتمدت السياسة الجديدة لآل سعود على عقد تحالف مع المشايخة السلفيين، فبمقابل حصولهم على بعض الامتيازات في المجتمع، كحرية الدعوة ( طبعا بحدود متفق عليها ) ، وإنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يقوم المشايخ بالمقابل بالترقيع لآل سعود وتجميلهم، وإقناع الناس أنهم سلطة شرعية تمثل الدين ويأثم الخارج عليها.


غزو أفغانستان

في أواخر السبعينات غزا الاتحاد السوفييتي أفغانستان، وجدت أميركا فرصتها لتنتقم منه لما فعله معها في فيتنام، وأوعزت لأنظمتها الوظيفية في الجزيرة العربية بالسماح للشعوب المسلمة أن تدعم أبناءها المجاهدين في أفغانستان، فوجد آل سعود فرصة ذهبية بذلك، حيث يخرجون بصورة الحكام الأتقياء الذين يدعمون المجاهدين، وبنفس الوقت يسهلون الطريق للشباب السعودي الملتزم ليخرج لأفغانستان ويريح السلطات من توجهه الديني، ويزيد رصيد مشايخ السلطة المرقعين للحكومة أمام الشعب.

قامت المخابرات السعودية أثناء الغزو السوفييتي لأفغانستان، بالنيابة عن المخابرات الأمريكية، بالدور المعهود القائم على تفريق المجاهدين عبر الدعم والدسائس، وحاولت استقطاب الطالبان عبر الاعتراف بدولتهم أواخر التسعينات.


غزو الكويت

بلغت علاقة تبادل المنفعة بين آل سعود، ومشايخ الترقيع ذروتها في أيام غزو الكويت، وكان عراب التواصل بين المشايخ والسلطة هو نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية المشهور بصيته الإجرامي، ويومها أفتى عدد كبير من علماء المسلمين الموجودين في الجزيرة العربية ( سواءا بالترهيب أو الترغيب ) ، بجواز استعانة السعودية بأميركا والتحالف الدولي وإقامة قواعد عسكرية للقوات الأجنبية في الجزيرة العربية من أجل تحرير الكويت من صدام، مما سبب فتنة ومصائب في الأمة لازلنا نعيش أحداثها لليوم، ولازال الخليج محتلا من قبل أميركا.

ولا يخفى على متتبع دور آل سعود في دعم كل خطوة أمريكية في حرب المسلمين، من ضرب العراق باليورانيوم المنضب، إلى حصاره وتجويعه، إلى غزو أفغانستان، ثم غزو العراق واحتلاله، مرورا بعشرات المواقف الخاذلة للأمة حتى على صعيد الكلام، في مآسي البوسنة والشيشان وكوسوفو وفلسطين....


إيران تتربص

كانت إيران تتربص كالقط لكل خطأ سعودي، فتستثمره لصالحها لأقصى حد، وبنفس الوقت تبني دولتها العقائدية على مبدأ الاعتماد على الذات، ونشر الأذرع التابعة في الدول المجاورة، لتشغلها بإطفاء الحرائق الداخلية.

فكانت النتيجة أن إيران رغم العقوبات المفروضة عليها استطاعت بناء نظام سياسي قوي يملك مكانة رمزية عند كل الشيعة بالعالم، وجيش يصنف من أقوى جيوش الشرق الأوسط، وترسانة عسكرية قوية أغلبها مصنع ذاتيا، وعصابات طائفية دولية تتبع لها وتنفذ أهدافها، بل واستطاعت أيضا استقطاب أو تحييد شرائح من السنة بمناورات كدعم حماس والجهاد الإسلامي، والخطاب المفتعل العالي اللهجة ضد أميركا وإسرائيل.


الربيع العربي

كان آل سعود أشد الأنظمة خوفا من وصول رياح الربيع العربي إليهم لتقلعهم من كرسيهم، أو على الأقل تحد من نفوذهم، لذلك وقفوا من اليوم الأول مع كل الطغاة العرب، وأيدوا كل الثورات المضادة، ومارسوا لعبة الدعم القذر لتفريق الثوار، فاحتضنوا بن علي، ودعموا مبارك، وأيدوا علي عبد الله صالح، وأسقطوا مرسي، ووطدوا حكم السيسي، وثبتوا حفتر، وفرقوا صف الثورة السورية بالدعم المسيس، والمؤامرات.

وليت الأمر وقف عند ذلك فحسب، بل استمر السعوديون بدعم الحوثيين بالسلاح، والمال، ليقاتلوا الإخوان المسلمين باليمن بسبب دورهم في الثورة على صالح، إلى أن سقطت العاصمة اليمنية بيدهم، وقتها استفاق آل سعود على الكارثة.

بل حتى دعم آل سعود الحشد الشيعي في العراق حتى أواسط عام 2015 تقريبا، وساندوا الانقلاب التركي الفاشل نكاية بالشعوب، واليوم يدعمون ميليشيات " قسد " في سوريا، كل ذلك وإيران تضحك من تخبطهم.

وحتى يوم أطلقوا ما يسمى عاصفة الحزم، كانت العملية من بدايتها فاشلة لأنها لا تملك أي خطة، أو هدف، أو استراتيجات واضحة، وعبارة عن تظاهرة عسكرية مكلفة لخدمة دعاية سلمان وابنه المراهق محمد، ووبالا على الشعب اليمني، ولم تستطع السعودية إقناع تركيا أو ماليزيا أو باكستان بالدخول معها، وقامت الإمارات بقيادة بن زايد، بامتطاء السعودية وعاصفتها الحزمية، لتسيطر على موانئ اليمن الجنوبية بما يضمن خدمة النفوذ الإماراتي.



المراهق محمد بن سلمان

هو طليعة الجيل الثاني من أحفاد مؤسس الدولة السعودية، وتلميذ مطيع بمدرسة دحلان وبن زايد، وتابع مخلص لترامب، ويشترك معه بالجنون، والسفاهة السياسية، فكما تسببت سياسات ترامب الارتجالية استقالة وإقالة المئات من موظفي الإدارة الأمريكية العريقين، من ضمنهم العشرات من فريق ترامب نفسه، وكثيرون يتوقعون أن نهاية أمريكا ستكون على يديه، كذلك فعل المراهق بن سلمان، حيث ضرب استقرار وتوازن حكم آل سعود عبر فك ارتباطهم بمشايخ الترقيع الذين كانوا يضفون على حكمهم الصبغة الشرعية، فألغى هيئة الأمر بالمعروف، واستبدلها بهيئة الترفيه، وزج الكثير من المشايخ ودعاة الإصلاح في السجون، وقرب منه أصحاب التوجه العلماني، وصار التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني أمر وقت لا أكثر، كل ذلك بدعوى حرب إيران.

وحتى حملة اعتقال الأمراء ورجال الأعمال الأخيرة بالسعودية ليست الغاية منها محاربة الفساد، بل غايتها تلميع بن سلمان، وخدمة ترامب والكيان الصهيوني بالدرجة الأولى، لأن المعتقلين كلهم يمولون شركات ومؤسسات تابعة لأعداء ترامب من الديمقراطيين وغيرهم، واعتقالهم يعني قطع الدعم عن أعداء ترامب الذين يسعون لإسقاطه، وأخذ ابن سلمان لأموالهم هو بغاية توقيع عقود شراء السلاح من أميركا والكيان الصهيوني في المغامرة الفاشلة التي سيقوم بها قريبا ضد إيران.


ما الهدف من كل الكلام السابق؟

يبدو أن جنون العظمة لمحمد بن سلمان، مع الوعود الكاذبة بالدعم من الكيان الصهيوني وأميركا، ستدفعه لخوض عمل عسكري ضد إيران، أو أذرعها بالمنطقة، وسيكون كالعادة وبالا على السنة، ولا شك أن مشايخة الترقيع والضلال سيصورون حرب بن سلمان العبثية أنها حرب السنة ضد الشيعة لحماية الحرمين،وليت شعري عن أي سنة يتحدثون؟؟

عن السنة الذين يموتون من الجوع والكوليرا في اليمن بسبب آل سعود، وآل زايد ونهيان، أم الذين قصفتهم أميركا في أفغانستان والعراق، أم الذين قتلهم الصرب والكروات في البوسنة وكوسوفا، أم الذين قتلهم الروس في سوريا والشيشان، أم الذين قتلهم الشيعة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، أم، أم، أم ...... وتطول قائمة الجرائم التي تكون دائما ممهورة بختم آل سعود.

إن حرب ابن سلمان ستكون فاشلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وغايتها هي تصوير هذا المراهق السفيه على أنه رجل المرحلة، وبطل الأمة، كما صوروا لنا أتاتورك بعد مايسمى حرب التحرير، وعبد الناصر بعد حرب 56 ، وحافظ الأسد بعد حرب 73 ، ونصر الله بعد حرب 2006.

ابن سلمان ليس إلا مجرما آخر، وهو أكبر عدو للسنة، وسيكون على يديه تمزيق ملك آل سعود، وعلى المشايخ أن يفتوا بخلعه وخلع آل سعود معه، لأن إبر التخدير من نمط أن ابن سلمان خير من إيران، وآل سعود أفضل من الشيعة لم تعد تعطي نتيجة.

بل إيران وآل سعود وجهان لعملة واحدة، وكلاهما لا نريده، إلا أن إيران أقل شرا، وأخف ضررا، لأن عداوتهم ظاهرة، على الأقل نعرفهم روافض متعصبون، ويملكون استراتيجية، ومخطط، وآليات مدروسة لتحقيق الهدف، أما آل سعود وأمثالهم فمحسوبون علينا، وكل مصائبنا من الرضا بهم، والسكوت عنهم، وفوق كل ذلك لا يملكون أي سياسة أو هدف أو خطة من أي نوع، سوى تنفيذ أوامر أميركا، والإثراء المحرم على حسابنا.

الحل للخلاص من الكارثة المرتقبة هو ثورة شعبية تخلع آل سعود وتولي الأكفاء، الذين يمثلون الأمة فعلا، ويستطيعون صيانة حرماتها، وكل مصائب الثورات الشعبية على الشعوب الثائرة، هي أقل بكثير من مصائب الحكام الخونة أو الفشلة على الشعوب الخانعة.

أنصاف الحلول، والمعالجات الترقيعية، والجراحات التجميلية لم تعد تجدي، وصار الحسم الثوري ضرورة لإنقاذ الأمة.

أتمنى ألا أرى اليوم الذي أجد فيه ثوار سوريا قد أخلوا مواقعهم فيه ضد النظام وقسد، ليذهبوا لحرب ابن سلمان مقابل المال، تحت ظلال فتاوى ترقيع أنها حرب لحماية السنة.

حرب إيران وإسقاطها يكون بضربها في العمق، وإشعال الحرائق الداخلية فيها، وضمن حدودها كما تفعل هي معنا....


جاد الحق





11‏/11‏/2017

#دروس_وعبر_من_سقوط_الأكاسرة 1



كلنا يحفظ مقولة " التاريخ يعيد نفسه "، لكن من منا يستفيد من التجارب التاريخية ليستخلص منها العبر والدروس لإثراء حاضره، وبناء مستقبله؟

ما نشهده من تمدد إيراني بالمنطقة، متخفٍ بستار طائفي شيعي، ما هو إلا محاولة لاستعادة أمجاد الأكاسرة الأوائل، الذين سقطوا بمعاول المسلمين الأوائل.

لذلك سنحاول بهذه السلسلة من المقالات #دروس_وعبر_من_سقوط_الأكاسرة أن نخرج ببعض الدروس التاريخية العملية، التي ممكن أن نستعين بها، لنسير بضوئها نحو النصر الثاني على أحفاد الأكاسرة.

نبدأ مستعينين بالله....

بدايات القصة

بعد صلح الحديبية بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش، تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم لمراسلة ملوك زمانه، وأرسل رسالة لكسرى أبرويز مع الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي، وصلت الرسالة لكسرى أبرويز، واستشاط غضبا لما اعتبره إهانة أن يرسل له أحد العرب وهم عبيده _ بظنه _ رسالة يطلب منه فيها أن يتبعه على دينه، مقابل أن يتركه ملكا على الفرس.

مزق كسرى أبرويز رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وطرد رسوله، وأرسل إلى عامله في اليمن  " باذان " أن يبعث إلى المدينة برجلين قويين يحضران له النبي صلى الله عليه وسلم.

وصل عبد الله بن حذافة للرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على كسرى أبرويز أن يمزق الله ملكه، وفعلا عدا ابنه " شيرويه " عليه وقتله، واستلبه ملكه.

رأى النبي صلى الله عليه وسلم الرجلين من اليمن، فكره منظرهما لأنهما يطيلان شاربيهما ويحلقان لحيتيهما، وقال لهما ائتياني من الغد، وأوحى الله إليه أن كسرى قد قُتِلَ على يد ابنه، فأخبر الرجلين، وعادا بالخبر لباذان، ثم وصل كتاب شيرويه بن كسرى لباذان بما صنعه، ويأمره به بعدم التعرض للمسلمين، وأسلم باذان في اليمن، وصار ملكا عليها تابعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

كيف تكون بدايات الحملات العسكرية الناجحة؟

في عام 12 هجرية كان المسلمون قد فرغوا من إنهاء المرتدين، وتوطدت دولتهم في الجزيرة العربية، وكان الفرس غارقين بمشاكلهم الداخلية ونزاعاتهم البينية، وكانت هذه السنة بداية فتح فارس.

وهنا درس استراتيجي مهم ألا تبدأ بقتال أعدائك قبل تأمين جبهتك الداخلية، وأن تستثمر وقت الفوضى والاضطراب لديهم حتى تستعد لهم وتحاربهم، ولذلك أنت بحاجة لعمليات استخباراتية وعيون في معسكر عدوك تنقل لك أخباره أولا بأول.

بدأت الغزوات بإغارات عسكرية محدودة على أطراف مملكة فارس، تهدف لكسر هيبة العدو، واغتنام ما يمكن منه، واستطلاع أراضيه ونقاط ضعفه، وتعقيد مشاكله الداخلية دون إثارة انتباهه لنية الغزو الشامل، وإيهامه أن غارات المسلمين ما هي إلا حركات تمرد على أطراف الدولة.

كانت هذه الهجمات التي تشبه حرب العصابات بلغة اليوم، بقيادة قائد عسكري مسلم متميز، سيكون لنا معه وقفات كثيرة، هو المثنى بن حارثة الشيباني.

جهز المثنى خطة فتح العراق، وأرسلها للخليفة أبي بكر، الذي وافق عليها، ودعمها بأمهر القادة العسكريين، كخالد بن الوليد، وعِياض بن غُنْم.

اقترح خالد بن الوليد، بدأ الفتح للعراق عبر تقسيمه لقطاعات، ويكون القطاع الأول غرب نهر الفرات، لجعل النهر حاجزا طبيعيا بين المنطقة المحررة، وبين مناطق الفرس الأخرى حتى لا تصلها الإمدادات.

وقرر خالد فتح جبهتين متباعدتين في قطاع غرب الفرات، لتشتيت ثقل الفرس العسكري، والجبهتان هما
جبهة جنوبية من الأُبلّة بقيادته
وجبهة شمالية من المسيّب بقيادة عياض بن غُنم
وهدف الجبهتين الوصول للحيرة، المدينة الرمزية لدى العرب، لأنها عاصمة المناذرة، المملكة العربية التابعة للفرس، ومن يصل أولا لها يصبح هو القائد العام.

قبل بدء العمليات العسكرية أمر الصديق قادته العسكريين، بأن يتألّفوا أهل فارس ومن عندهم من أقوام، ما يعني بلغة اليوم تحييد المدنيين عن الحرب، والإحسان إليهم حتى لا يقاتلوا المسلمين، ولينجذبوا للإسلام، لأن الفتوحات الإسلامية دافعها الأول هو العقيدة ونشر الدين، وهذا يبرهن على سعة اطلاع الصديق بالأوضاع الاجتماعية والسياسية للبلد المراد فتحه، إذ كان المدنيون في فارس ضحية للظلم والاستغلال من القيادة السياسية للدولة.

نصح الصديق أيضا قادته ألا يستعينوا ببداية العمليات العسكرية بمن ارتد، أو بمتكاره عن القتال، لأن المرتدين لم يجتازوا بعد مرحلة نضج التربية العقائدية ليصبحوا مسلمين موالين تماما للإسلام وخليفته، ولأن المتكارهين ( المجندين إجباريا ) سيكونون عبئا إضافيا على الجيش.

وفعلا بدأ خالد حملته من الجنوب بألفي مقاتل نخبوي، وعمل على توحيد الجهد العسكري بضمه قوات المثنى المتخصصة بحرب العصابات، وغيرها من تشكيلات حربية إسلامية جنوب العراق، إلى أن بلغ جيشه 18 ألف مقاتل، ومع ذلك طلب خالد المدد الإضافي من أبي بكر، إدراكا منه بعبقريته العسكرية لحجم عدوه، وضخامة قواته، وفعلا أمده الصديق برجل واحد فقط، وصفه بأن صوته في الجيش خير من ألف فارس، هذا الرجل الجيش بنفسه، هو القعقاع بن عمرو التميمي.

يتبع.....



06‏/11‏/2017

سوريا من حراك سلمي إلى مواجهة دولية

سوريا من حراك سلمي إلى مواجهة دولية

( أفكار هذا المقال مقتبسة من محاضرة للأستاذ حمود الشيخ كياري ألقاها في مسجد عمر بن الخطاب في مدينة الباب )

ما يحدث اليوم من تشابك سياسي على المستويين الإقليمي والدولي هو امتداد لنتائج الحرب العالمية الأولى، ففي هذه الحرب سقطت الخلافة العثمانية، وتفككت الرابطة الإسلامية الواسعة، لصالح الروابط القومية الضيقة، ونشأت الأنظمة الوظيفية التابعة للدول المستخربة ( لأن الاستعمار يحمل مفهوم إيجابي يناقض ما صنعه الأوربيون ) ، وتم توقيع اتفاقية لوزان التي أخرجت تركيا من فضائها الإسلامي الطبيعي، لتدخلها حظيرة الدول الأوروبية.


سؤال يتردد بكثرة، هل الربيع العربي سببه الدول المستخربة أو الماسونية العالمية؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال علينا أن نعي أن الدول الغربية سبب حالة الاحتقان في العالم العربي الذي ولّد ثورات الربيع العربي، فهي من قسمت البلدان بعد أن كانت بلدا واحدا، وهي من زرعت الكيان الصهيوني، وهي من سلطت الأنظمة العميلة المجرمة على رقاب الشعوب العربية لتسومها سوء العذاب.

لذلك كانت الدول الغربية سببا بقيام الربيع العربي، لكن هذا لا يعني أن الربيع العربي يخدم مصلحة الدول الغربية، بل إجهاض هذا الربيع هو ما يخدم الغرب، ودليل ذلك تشجيع الدول الغربية للثورات المضادة، كالسيسي وحفتر وقسد.

ولو أن الربيع العربي يخدم المصلحة الأوروبية لما بدأ في دولتين تملكان نظامين من أشد الأنظمة ولاءا وخدمة للغرب، وهما تونس ومصر.

الدول الغربية تعرف أنها لا تستطيع منع الثورات الشعبية، لكنها تحاول الالتفاف عليها، وتطويعها، واستثمار أوضاع الشرق الأوسط لصالحها.


مراحل الثورة السورية

مرت الثورة السورية بمرحلتين أساسيتين:
الأولى الثورة السلمية، وتمثلت بالمظاهرات والاعتصامات.
الثانية الثورة المسلحة، وهدفها الأول حماية الثورة السلمية وثوارها، وتحقيق مطالب الثورة العادلة بالحرية والكرامة، وكانت رد فعل طبيعي على همجية النظام وإجرامه، فهو لا يفهم إلا بلغة العنف.
وكانت نقطة نهاية الطور الأول، وبداية الثاني، دخول الجيش الحر لمدينة حلب منتصف عام 2012.


ما هي أهداف أهم الدول الفاعلة في الملف السوري؟

_) أميركا تهدف إلى تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، عبر تقسيم سوريا، وتريد أيضا السيطرة على الثروات والموارد في سوريا، وإقامة قواعد عسكرية فيها.

_) روسيا تهدف عبر سوريا الوصول إلى العالمية من جديد، وإقامة قواعد عسكرية بحرية في المياه الدافئة ( البحر المتوسط )، وإبقاء سوريا موحدة تحت نفوذها.

_) إيران تريد إنشاء خط تجاري استراتيجي تسيطر عليه من طهران للمتوسط، وإكمال مشروع الهلال الشيعي.

_) تركيا تريد حماية أمنها القومي ومنع إنشاء دويلة كردية على حدودها، واستعادة مجدها القديم الذي يؤهلها لتصعد من جديد على المسرح الدولي.


أهم الوقفات في مسيرة الثورة السورية

2011 كان عام الثورة السلمية
2012 بداية الثورة المسلحة والتحرير
2013 داعش تنقذ الأسد من السقوط
2014 تدخل إيران العلني وبداية زحفها نحو حلب
2015 تدخل روسيا العلني
2016 دخول تركيا المباشر وسقوط حلب بيد النظام
2017 دخول أميركا المباشر
2018 يتوقع أن يكون نهاية داعش بعد أن أتمت مهمتها بمحاربة الثورة

ويجب التنويه أن كل الدول التي تدخلت في سوريا بشكل مباشر، تدخلت بذريعة داعش وأخواتها، ويتوقع أن تنتهي مهمة داعش وما شابهها من تشكيلات عام 2018، لتبدأ بعدها مرحلة تبلور مشاريع الدول في سوريا.


أين نحن من هذا التشابك الدولي؟

للأسف لازال الثوار هم الحلقة الأضعف بالمشهد السياسي السوري، لعدة عوامل، كعدم اجتماعهم على مشروع سياسي واحد، وجسم جامع للثورة يمثل أبناءها ويرفع أهدافها، ولتغييب الكفآت والكوادر لصالح الزعامات المناطقية والعشائرية، أو القيادات التقليدية التي انتهت صلاحيتها من عام 2013.


ما هو واجبنا كثوار؟

_) الحفاظ على ثوابت الثورة السورية، وهوية شعبها.

_) الإصلاح ومحاربة المفسدين، والمعرقلين للمصلحة العامة للثورة، سواءا من تمسح منهم بالجهاديين، أو المحسوبين على الجيش الحر.

_) الفهم الحقيقي للسياسة والتي تقوم على المصالح لا العواطف، وتحييد الخصوم قدر الإمكان، وعدم الذوبان بمشاريع أو مصالح الحليف.

_) ضبط السلاح، عبر حصره بمؤسسة ثورية
رسمية، والحفاظ عليه وعدم التخلي عنه تحت أي ظرف لأنه ضمان للثورة ولما تبقى من المجتمع السني في سوريا.


الثورة السورية هي الملف الأعقد منذ الحرب العالمية الثانية، ويشبه كثيرا الحرب الكورية في بداية خمسينيات القرن الماضي، حين أصبحت كوريا ملعبا لتصفية الخلافات بين المعسكرين الرأسمالي، والاشتراكي، خاصة أن الحكومات الوظيفية العميلة تريد أن تربي شعوبها بما حصل للشعب السوري، حتى لا تفكر هذه الشعوب بالثورة على طغاتها وجلاديها، وعلينا ألا نيأس أو نفقد إرادة القتال والنصر، وأن نبني خطابا متوازنا بجناحين عسكري وسياسي، نستطيع منه الخروج من الزاوية التي حصرنا أنفسنا بها.


جاد الحق