01‏/10‏/2017

من السبب بحصار حلب؟

#من_السبب؟

من كان يتوقع أن حلب سترزح تحت حصار النظام؟

قلة قليلة من الناس الذين ينظرون ببصيرتهم لا ببصرهم، و من كان ينظر ببصيرته إلى حال الثورة السورية من بدايتها لليوم لا يستغرب ما وصلنا له.
لا نريد من هذا الكلام أن نجلد ذاتنا، أو أن نلطم على أوضاعنا، بل نريد أن نحلل بعض الأخطاء التي أوصلتنا لكارثة اليوم ألا و هي حصار حلب، علنا من أصل الداء نخرج الدواء.

حصار حلب أصبح الموسم المثالي لتراشق التهم و التخوين بدلا من تضافر الجهود لتخفيف معاناة الشعب المكلوم.

حصار حلب ليس مفاجئ، بل هو نتيجة تراخي كل الثوار و الفصائل، و نتيجة معارك فاشلة لم يخطط فيها بشكل مناسب، نتيجة لأن الأمر لم يوسد لأهله، نتيجة للفساد و الإفساد و الظلم باسم الثورة و الجيش الحر، نتيجة للتكفير و الغلو و التنطع باسم الإسلام، نتيجة للتحجر و التخلف باسم الأصالة، و التخابر و التذلل للغرب باسم السياسة و الديمقراطية.

و لتكمل فصول الكارثة تجد البعض من المحسوب على الجيش الحر، يلقي اللوم على جيش الفتح لأنه خذل و حلب و أهلها حتى استحكم بهم الحصار، و أن جيش الفتح لن يتدخل لفك الحصار حتى تترجاه الناس و تبكي بالشوارع طلبا لتدخله، و تقدم له ما شاء من تنازلات، و كأن حصار حلب وليد اليوم و الليلة، و ليس جزء من خطة طويلة أعدها النظام و عمل على نجاحها بصبر و ذكاء، و عملنا على إنجاحها معه بسذاجتنا و إهمالنا، و هل من العدل تحميل جيش الفتح مسؤولية الحصار و فصائل حلب بالعشرات، و أعدادها أكبر و تسليحها أفضل من جيش الفتح؟، أين كانت فصائل حلب في السنوات الأربع الماضية!؟، ماذا حققت غرفة فتح حلب من تأسيسها للآن؟

و يقابل ذلك من الطرف الآخر من يحمل الجيش الحر المسؤولية عن الحصار، لأنه عميل لغرف الدعم الغربية و لا يتحرك إلا بأمرها، و لأنه موالي للعلمانيين و الديمقراطيين، أو لأن الجيش الحر مليء بالمفسدين و اللصوص و قطاع الطرق، ناسيا أن الجيش الحر أول من حمل السلاح دفاعا عن الثورة مدفوعا بفطرته السليمة، و قدم و يقدم الغالي و النفيس على مختلف الجبهات، و أن الجيش الحر استنزف حتى الإنهاك في قتال داعش و صد هجمات النظام التي لا تبقِ و لا تذر، و محاولة تحييد الأحزاب الكردية التي لم تترك الجيش الحر لحظة دون غدر.

إذا النقطة الأولى و الأساسية التي يجب معالجتها كجزء من الحل، هي الدعايات السوداء التي يسوقها بعض المحسوبين على الطرفين ضد بعضهما، فإذا لم نتخلص من غربان الفتن، لا نستطيع التقدم شبر واحد على الأرض.

بعد وضع حد لأبواق الشر، يجب استغلال فك النصرة ارتباطها عن القاعدة، و الذي كان يعد العائق الأول لأي اندماج حقيقي على الأرض يقلب الموازيين، و يجب أن يكون فك الارتباط على المستوى الفكري و السياسي لا على المستوى التنظيمي فقط، حتى تقطع حجة كل متصيد في الماء العكر، و لتحقيق الاعتصام الأمثل الذي أمره الله، و إذا لم يتحقق الاندماج الكامل بين الفصائل، فعلى الأقل غرفة عمليات عسكرية فاعلة تجمع الكل، و لا بد من فضح أي شخص يعرقل التوحد على رؤوس الأشهاد.

لا بد أيضا من توحيد القضاء، و اتفاق الفصائل على سقف مشترك كميثاق الشرف الثوري.

إن ما أوصلنا اليوم لهذه الحال، هو مخالفتنا للسنن الكونية التي توجب الانتصار، فالظلم و الفساد و المحسوبية و تأمير من لا يستحق و التنطع و الغلو و ترك  المفسدين و عدم الإعداد المناسب أو الاكتراث للقاعدة الشعبية هي خطرة بنفس درجة التبعية السياسية و العسكرية الخارجية.

و التبعية للقاعدة مضرة بنفس درجة التبعية لغرف الدعم الخارجي.
فكلى الطرفين خارج سورية، لم يعايش أهلها و معاناتهم، و لا يمثل الشعب السوري و تطلعاته.

لذلك آن الأوان أن نتيقن أن مخرجنا من محنتنا هو ما نبنيه بأيدينا، لا ما يرسمه لنا الغرب و الشرق، و لسنا مضطرين لاستنساخ تجارب بعينها و محاولة إنزالها كما هي على الساحة السورية دون مراعاة الاختلافات و الظروف، آن لنا نبدأ نفكر ببراجماتية و ديناميكية أكثر، و إلا فالباصات الخضر بانتظارنا، و ليحجز كل شخص مقعده من الآن.

جاد الحق

مقالات جاد الحق

تلجرام telegram.me/jadalhaqarticles

فيسبوك https://www.facebook.com/jadalhaqarticles/

تويتر https://twitter.com/freetalker2017?s=09




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق