01‏/10‏/2017

سلسلة مقالات القاعدة في سوريا 2 ( بالأعوج....ويستمر البغي )

تحدثنا بالمقال السابق عن النظرة العوجاء عند بعض المصابين بجرثومة التحزب، وصنمية المنهج، وكيف يكيلون الأمور بمكيالين.

اليوم مع استمرار بغي فتح الشام، وبإصرار عجيب منها على عدم التحاكم للشرع، أو النزول لطلبات إيقاف البغي من العلماء والهيئات الشرعية وغيرها، نحاول أن نناقش وجهة نظر فتح الشام فيما فعلته، لنرى المشهد من زوايا أكثر أملا في وضوحه.

فتح الشام تدعي أنها فعلت ما فعلته إنقاذا للساحة ولتضحيات المجاهدين، ورغبة منها في سحق الخونة والعلمانيين، الذين وقعوا في الآستانة _ حسب زعمها _ على قتالها، ولا يريدون تطبيق الشرع في سورية.

تحمّل فتح الشام فصائل الجيش الحر ذنب سقوط حلب، لأن هذه الفصائل لم تقم بواجبها في الدفاع عن المدينة، وأخلت نقاط رباطها وانسحبت، وتقول بأن شرفاء هذه الفصائل قد غادروها للفصائل الشريفة وسمتها بأسمائها.

كلام جميل، ونحن أيضا نحمل فصائل حلب مسؤولية سقوطها ونطالب بمحاسبة الخونة والمقصّرين حسب ما تقتضيه مصلحة الساحة، ويقرره أهل الاختصاص، لكن قبل أن تخلي الجبهة الشامية والفوج الأول نقاط رباطها، قام الزنكي بدعم ومؤازرة من فتح الشام وأخواتها، بالبغي على تجمع فاستقم أكبر فصيل داخل حلب المحاصرة.

فلِمَ ذكرتم تخاذل الشامية وعلى رأسها أبو عبد الرحمن كرم الجبل صاحب مقولة المؤازرات الخجولة والذي انضم لحركة نور الدين الزنكي فيما بعد ، ولم تذكروا بغيكم مع باقي شركائكم ضد التجمع والجميع في وسط الحصار، والمعركة على قدم وساق!؟

أين أنتم من قول الله ” وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ “
حسب مقتضى الآية الكريمة، فسقوط حلب أنتم ومن بغى معكم على التجمع تتحملون إثمه الأكبر وليس من أخلى نقاطه، ونحن لسنا بصدد الدفاع عنه وتبرير جريمته.

وللتاريخ موقف سيذكره لأبي قتيبة قائد التجمع، حين رضي التحاكم للشرع، وسلم نفسه للمحكمة، حقنا للدماء وجمعا للكلمة وإنقاذا للمدينة المحاصرة، وهو من الجيش الحر الذي يرفع علم الثورة، بل ويتلقى الدعم من موك

فسبحان الله كيف خضع لشرعه من يأخذ دعم موك، وكيف أبى من يدعي تحكيم الشريعة…!؟

يبدو أن كادر المكتب الدعوي لموك متميز جدا…..

ثم تقول فتح الشام أن هذه الفصائل ذهبت إلى الآستانة وجلست مع الروس ووقعت على قتالها.

طبعا لن أتحدث عن جلوس النبي صلى الله عليه وسلم مع يهود المدينة وتوقيعه لمعاهدة دفاع مشترك معهم ضد مشركي قريش، ولا عن جلوسه مع المشركين وتوقيعه صلح الحديبية، ولا عن جلوسه مع نصارى نجران…

لن أتحدث عن كل ذلك فهذا موجود في السيرة لمن أراد الاطلاع

ولن أقول أنني مع الذهاب للآستانة أم ضده فهذا أمر فقهي اجتهادي يقرره كلٌّ بما لديه من علم وتصور

ولن أتحدث عن كلام الذاهببن والغير ذاهبين عن أن فتح الشام منهم وهم منها وأنهم يرفضون عزلها

لكن سأتحدث عن التوقيع على قتال الجبهة، فبالله عليكم أين هذا التوقيع وأين هذه الوثائق والتعهدات الموقعة!؟

في شرعنا الحنيف البينة على من ادّعى واليمين على من أنكر

أين بيّنتكم في ادعائكم!؟

أعطونا كتاباً أو أثارةً من علم، أعطونا دليلاً مادياً ملموساً، يعتمد في الشرع لتقوم عليه محكمة شرعية، تقضي بالقصاص من هؤلاء الخونة واستباحة دمائهم وأموالهم المعصومة إلا بحق!؟

ستقولون وهل ستخرج مثل هذه الملفات والوثائق للعلن!؟

وما تظن أنهم قد فعلوا بذهابهم للآستانة!؟

وخذ تغريدة فلان المحسوب عليهم، وتدوينة علان الذي كان معهم.

كل هذا الكلام الفارغ لا يرجح بميزان الشرع الحنيف، فقضية فيها إيمان أو كفر، وسفك دم أو الإبقاء عليه، لا يحكم بها بهراء إعلامي، وخيالات تخوينية مريضة، ودعايات تحريضية لا أساس واقعي لها، يا من تزعمون تحكيم الشرع.

كل مالدى فتح الشام هو خطب تحريضية، وحكايا عاطفية تدغدغ بها مشاعر العوام من جنودها ومن الشعب، لتبرر لهم إجرامهم الآثم بحق أنفسهم أولا ثم بحق الدين ثانيا.

اسأل فتح الشام وجمهورها قبل بغيها ما رأيكم بالمحيسني والعلياني والمهدي وأبو حارث المصري، سيقولون لك مشايختنا وأفاضلنا، هم منا ونحن منهم، طيب هؤلاء الذين هم منكم وأنتم منهم قالوا عن فعلكم أنه بغي وطلبوا منكم التوقف عنه، فما بالكم الآن لا تسمعون لهم، وتتبرؤون من أقوالهم…!؟ سبحان الله!!!!….

لم يبقَ اسم معروف بعدله ونزاهته واستقامته بالساحة من هيئة أو شخصية إلا أفتى بكم أنكم بغيتم على إخوانكم، وطالبكم بالنزول لمحكمة شرعية، فلا بغيكم أوقفتم ولا نزلتم لشرع الله، فعن أي تحكيم شرع تحدثوننا، شرع الله أم شرع هواكم..!؟

أما تخافون أن تكونوا كما قال الله: ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا “

فلو افترضنا أن بغيكم أمر فقهي لا دليل راجح فيه وقد استشكل على المفتيين المجتهدين بين محل له ومحرم، والله ورسوله أمرنا اتباع جمهور أهل العلم، فما بالكم تنسفون كل هؤلاء من العلماء الثقات المعروفين، ممن أفتى بحرمة بغيكم، وتحتجون علينا بشرعييكم المجاهيل بحجة الأمنيات، والذين لاتكاد تكون نسبتهم إن عَظُمَت عشرة بالمئة ممن أفتى بحرمة بغيكم.

قد تحتجون أن نسبة كبيرة ممن أفتى بحرمة بغيكم بأنه قاعد وليس مجاهد “ولا يفتي قاعد لمجاهد” فأقول هذا الكلام ليس قاعدة شرعية، ولا قول سلف، بل هو قول مستحدث من أدعياء العلم الذين صدّروا أنفسهم للإفتاء بالساحات الجهادية، خرجوا علينا بهذه القاعدة ليبرروا لنا جهلهم، ولينسفوا مخالفيهم، إضافة لأن رؤوس الفتنة التي تفتيكم باستحلال محارم الله، كلهم قاعدون عن الجهاد، بل وأزيدكم من الشعر بيتا أنهم جميعا ما جاهدوا ولم يروا ساحة جهاد، والذي تولى كبره منهم، ذاك الرويبضة الجالس في الأردن الذي شرع لكم أن تصنعوا بإخوانكم ما صنع المسلمون بيهود بني قريظة من ذبح للرجال وسبي للنساء وتقاسم للأموال، ذاك الرويبضة تحديدا منع الشيخ أسامة بن لادن تدريس كتبه في معسكرات أفغانستان بل وطرده منها لأنه صاحب غلو وجهل.

تصوروا أننا بحاجة لاستشارة طبية خطيرة ومعقدة، وهناك أطباء أكفّاء من أصحاب الشهادات والاختصاص لكنهم خارج أرض الجهاد، هل يُعقَل أن أستعيض عن رأيهم برأي شخص مجهول أخذ دورة طبية لمدة اسبوعين أو شهرين أو حتى عامين، فقط لأنه مجاهد، وأضرب عرض الحائط باستشارة أولئك القاعدين من أصحاب الخبرة والاختصاص والشهادات!؟

الغريب أن المحسوبين عليكم ممن نافقكم في بغيكم واستحلالكم للدم الحرام يرد على مخالفيكم بأنهم مثيرون للفتن بسبب دعوتهم المبغي عليهم ظلما وعدوانا بالرد عن دمائهم وسلاحهم وأموالهم، والأخذ على يدي الباغي….

معنى ذلك أن من يشجع المظلوم على الدفاع عن نفسه هو محرش ومثير للفتن بين المجاهدين، لكن من يحلل للظالم البغي واللصوصية والتشبيح وسفك الدم الحرام هو عالم علّامة، حبر فهّامة، وحيد دهره، وفريد عصره، وفعله هو عين ما جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم!؟

أخي مجاهد فتح الشام

بالله عليك أخبرني ما هو شعورك وأنت تنفذ أمر أميرك بالبغي وسفك دم إخوانك، وتعرف يقين المعرفة أنه لن يغنيك من الله وحسابه شيئا..

ألم تسأل نفسك لِمَ طيران التحالف وطيران النظام والروس يستهدفك في معاركك ومعسكراتك، بل حتى وطرقاتك وأنت بمفردك على دراجة نارية كما حدث في سراقب، واليوم يترك أرتالك تتحرك لتبغي على إخوانك وهي مدججة بالسلاح؟

ألا ترى أن تحركك للبغي على إخوانك يخدم أعداء الإسلام لذلك تركوك تبغي عليهم!؟

قل لي بماذا تشعر حين كان ينظر إليك الناس أنك مجاهد بطل تذود عن حياض الدين، وأعراض العفيفات والآن ينظر لك نظرة احتقار وكره، حين استطالت يدك على دم أخيك وسلاحه..

لا ننكر بسالة فتح الشام في المعارك، ولا ننكر تضحياتها ودمها، لكن هذه التضحيات والدماء ليست صك غفران من الله لاستحلال محارمه، ولا عقد تنازل من الشعب السوري الأبي لمصادرة ثورته.

أخي في فتح الشام

إبليس اللعين فاق الملائكة في فترة من فتراته بالعبادة والعلم، لكن عصيانه لأمر الله تحت شعار أنا خير منه، أورثه اللعنة والطرد من الجنة.

وما يدريك أن احتقارك لأخيك المدني أو في الجيش الحر لن يحبط عملك؟

هذا حال احتقاره، فما بالك باستحلال دمه وماله وسلاحه بحجة الخيانة والعمالة أو الكفر والردة والعياذ بالله..!!؟؟؟

نسأل الله أن يهدي إخواننا في فتح الشام، ويردهم لشرعه وعقولهم، ويجمع كلمتنا على ما يرضيه.

جاد الحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق