17‏/10‏/2017

لماذا فكر السلفية الجهادية يضر الثورة السورية ( 4 ) ؟

تحدثنا سابقا أن الخوارج والتكفيريين الذين طعنوا الثورة في ظهرها، وأشغلوها عن معركتها الرئيسة والأساسية مع النظام خرجوا من رحم السلفية الجهادية، وساعدهم في الانتشار، رفع الشعارات البراقة الخادعة، ليدلّسوا على السذج والسطحيين بالتفكير.

برغم أن التناقض كان صارخا بين رفع شعار " تحكيم شرع الله " وعلى الأرض عدم النزول لأي محكمة شرعية، وبين رفع شعار " ما جئنا إلا لنصرتكم " وعلى الأرض بغي ممنهج على فصائل الثورة، إلا أن هذا التناقض لم يفلح بإيقاظ الغوغائيين من سكرتهم، ولم ينجح بتنبيه السذج من غفلتهم، لأن الغلاة يتفوقون على غيرهم بتخدير مشاعر عموم الناس بالعواطف، والدعاية القائمة على المزاودات والشعارات، هذا الأمر سبّب نقص مناعة ضدهم، فصرنا نرى إجرامهم ضد المسلمين _ خاصة المجاهدين _ ، الذي يخدم كل أعداء الإسلام، ومع ذلك لا نزال نصنفهم إخوة مسلمين!!!

ولو رجعنا للسنة النبوية لنتعرف على صفات الخوارج ماذا سنجد؟

لن تجد من صفاتهم السكر والعربدة ولعب القمار، بل ستجد أنهم شديدو الزهد والعبادة، يقولون بقول خير البرية، يعني كل كلامهم قال الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية، ومع ذلك فإن هذه الأقوال هي عبارة عن مزاودات وشعارات، بينما الأفعال إبليسية خالصة، والدليل الأحاديث الشريفة الباقية التي تكمل صفاتهم ( يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) يعني القرآن عندهم للتغني والمزاودات، لا للتطبيق والعمل.

( قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ) يكون جمهورهم من الشباب الصغار الذين لا تجربة بالحياة لديهم، وتحركهم العواطف، وصفة السفاهة وخفة العقل غالبة عليهم.

( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ) معركتهم الأساسية هي مع المسلمين، حتى لو قاتلوا غير المسلمين إلا أن حربهم الأهم هي مع المسلمين، ويغطون ذلك بشعارات قتال المرتدين ( من يخالفهم من المسلمين ) أولى من قتال الكفار، وقتال العدو القريب أولى من قتال العدو البعيد!!!

ومن صفاتهم الإجرام، إذ يستحلون دم المخالف لهم، كما فعلوا مع ابن الصحابي خباب بن الأرت وزوجته الحامل.

وعلامة مميزة لهم أنهم لايبقون متحدين، بل سرعان ما ينقسمون على بعضهم ويكفر بعضهم بعضا ويتحاربون، مثال داعش والنصرة، ثم داعش نفسها حين انقسمت لتيارين وهما أتباع تركي البنعلي، وأحمد بن عمر الحازمي.

والأهم برأيي هما الصفتان التاليتان:
1) المزاودة حتى على خيار المسلمين، ( يا محمد اعدل ) فحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسلم من مزاوداتهم، فهو برأيهم الضال لا يعدل، بينما هم عدول!!!
الصحابة كعلي بن أبي طالب، وطلحة، والزبير، وغيرهم، وقعوا في كفر، وهم يتلبطون بأعلى درجات الإيمان!!! مزاودات بمزاودات.

2) لا تنشط دعوتهم وتنظيماتهم إلا في البلدان المنكوبة، والمجتمعات المتفرقة ( يخرجون على حين فرقة من الناس ) ، فالإسلام الصحيح لا ينتشر إلا بأوقات السكينة والهدوء، لأنه يحتاج قلوب صافية وعقول واعية تتفهمه، لذلك انتشر وقت صلح الحديبية أكثر من أوقات الحرب مع قريش.
ولو نظرنا لداعوات الغلاة تراها كما قلنا تنشط بالمجتمعات والبلدان المنكوبة ( سوريا، العراق، الصومال،....) لأنها مرض اجتماعي كالمخدرات والدعارة وغيرها، وليست من الإسلام في شيء...

#يتبع

#جاد_الحق

#السلفية_الجهادية_والثورة_السورية 4

تلجرام telegram.me/jadalhaqarticles

فيسبوك https://www.facebook.com/jadalhaqarticles/

المدونة http://jadalhaqarticles.blogspot.com/?m=1

تويتر https://twitter.com/freetalker2017?s=09





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق