30‏/09‏/2017

المشهد الأخير


هل سمعت بأفلام السناف؟

فيلم السناف باختصار ، هو قتل إنسان أو حيوان أمام الكاميرا لمتعة المشاهدين و تسليتهم، وهناك الكثير من الأفلام التي ظهرت فيها مشاهد قتل بشعة جداً اضطر فيه المخرج للمثول أمام المحاكم و إثبات أن من قتل في التصوير هو حي يرزق.

ظل مصطلح السناف مرتبط بالسينما و أحلام المخرجين بتقديم مشاهد قتل حقيقية في أفلامهم تماماً كما كان الرومان يفعلون في المسارح حيث كانوا يتسلون برمي الناس للحيوانات المفترسة ليمزقوهم و الجمهور يصيح بانتشاء و هو يهلل و كل ذلك للتسلية فقط، إلى أن أتى العصر الداعشي ليحول هذه الأحلام إلى صناعة سينمائية تحقق للتنظيم أعلى الأرباح السياسية و الإعلامية و النفسية، لقد نجحت داعشوود في نسف هوليوود و بوليوود و نوليوود معاً، لكن السؤال الأهم من أين أتت داعش بهذا الكم من الكبت النفسي و الحقد الذي أفرغته بهذه الإصدارات السينمائية؟ و لنجيب عن هذا السؤال دعونا نحلل الموضوع سوياً

العالم يتهم الإسلام أنه من أخرج داعش و أن داعش هي الإسلام الحقيقي الذي ليس فيه إلا جئناكم بالذبح و الاغتصاب باسم الدين ، و لكن هل الدواعش خرجوا من عدم؟ أم أنهم #المشهد_الأخير من مسرحية طويلة و مغرقة في الإجرام أخرجها الشرق و الغرب، و ما كانت داعش إلا كومبارس مثّل #المشهد_الأخير و أغلقت الستارة بعدها.

إن عنف داعش و إجرامها ما هو إلا تنفيس لقهر و إجرام و إذلال مورس على المسلمين طوال مئات السنين و بتواطؤ من جميع حكومات العالم مع العلم أن المسلمين أنفسهم هم أول و أكثر من يكتوي بنار داعش.

لماذا يركز الإعلام على داعش و يعتبرها هي الإسلام و لا يعتبر محاكم التفتيش بإرهابها الذي ربما فاق معتقلات الأنظمة العربية ممثلاً للكاثوليكية؟

لماذا لا يعتبر الإعلام جرائم فرنسا في دول المغرب العربي كالجزائر مثلاً، ممثلاً للثقافة الفرنسية التي يقنعوننا بأنها حضارية و راقية؟

لماذا لا تعتبر جرائم الأسد الأب و الابن و السيسي ممثلاً لكل من لديه توجه علماني أو قومي أو وطني؟

جرائم ميليشيا الكتائب و القوات اللبنانية أثناء الحرب الأهلية ألا تمثل الموارنة؟

لماذا لا تمثل جرائم روسيا القيصرية في قتلها لملايين المسلمين في القوقاز و القرم ممثلاً للأرثوذوكسية؟

قبل أن تخبرني عن الإيزيديات الذين سبتهم داعش ، حدثني عن 50000 مسلمة اغتصبهم الصرب الأرثوذوكس و الكروات الكاثوليك من نساء البوسنة و كوسوفو، لدرجة أنهم كانوا يضعون النساء المسلمات في معسكرات خاصة للاغتصاب و يجبرونهن على الحمل من الجنود الصرب ، علماً أن ذلك في تسعينيات القرن الماضي ، و الإحصائيات للأمم المتحدة يعني أن الأرقام الحقيقة أكبر من ذلك بكثير.

حدثني عن آلاف السوريات العفيفات اللواتي اغتصبن في سجون الأسد ، و آلاف العراقيات الشريفات الذين اغتصبن من قبل الأمريكان و الشيعة.

هل سمعت بالمسلمين الذين ذبحوا و أحرقوا على يدي ميليشيات الأنتي بلاكا المسيحية في أفريقيا الوسطى و ذلك عام 2014؟

بل هل سمعت عن مأساة مسلمي الروهينجيا في بورما و ما يحصل لهم من عشرات السنين إلى الآن على يد البوذيين الذين يدّعون السلام و الحب لكل المخلوقات؟

طبعاً لن أذكر لك جرائم حكومة الصين الشيوعية بحق مسلمي تركستان، أو جرائم الهندوس بمسلمي الهند، و لا جرائم الحكومات التايلندية و الفلبينية ضد مسلمي تايلند و الفلبين التي تحصل منذ سنوات و لم تتوقف إلى الآن.

لن أحدثك عن جرائم الولايات المتحدة الأميركية راعية الديمقراطية و حامية الحريات ضد مسلمي العالم في أفغانستان و العراق و غيرها.

ثم بعد ذلك كله يخرج علينا إعلام الغرب و الشرق ليحدثونا عن جرائم تنظيم داعش و أنها ما يمثل الإسلام حقيقة.

يكفيك أن تعلم أن فرنسا بما تدعيه من فن و حضارة و أدب قتلت 45000 مسلم جزائري في مذبحة واحدة و هي مذبحة سطيف.

و حتى لا يتهمني البعض بالدعشنة أقول، لنراجع جرائم الغرب ضد غير المسلمين، مثلاً جرائم أميركا في فيتنام، و قصفها اليابان بالقنبلة النووية، أو جرائم الدول الاستعمارية مثل فرنسا و بريطانيا ضد الأفارقة الوثنيين في أفريقيا و تنصيرهم بالحديد و النار، أو جرائم الإسبان و البرتغاليين في أميركا الجنوبية ضد شعوبها، أو جرائم الخمير الحمر ضد الشعب الكمبودي، أو جرائم الشيوعيين الروس ضد الشعب الروسي نفسه.

الخلاصة من الكلام السابق أن داعش المجرمة القذرة لم تغذى إلا بلبانكم، و ما تعلمت الإجرام إلا في مدارسكم، و إن صدمتم بداعشي أخطأ سبيله إلينا و فجر نفسه بكم، فما هذا إلا بضاعتكم ردت إليكم.

كلما فكرت أن أبكي قتلى المسارح الفرنسية، والمقاهي الإسبانية، أتذكر جرائم فرنسا وإسبانيا وغيرها من الدول الغربية بحق الشعوب الإنسانية، من فيتنام إلى البيرو، ومن أيام محاكم التفتيش، إلى غارات اليوم بالفوسفور على المدنيين في الرقة والموصل بحجة ضرب داعش، فتغير دموعي سبيلها من الحزن على قتلاهم الذين سقطوا جراء سياسات حكوماتهم المجرمة، إلى الحزن على ضحايا دعاة الديمقراطية والحضارة الذين لا بواكي لهم!!!!!.

جاد الحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق