ﻛﻨﺖ ﻣﺮﺍﻫﻘﺎ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺮﻱ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ، ﻭ ﻛﺤﺎﻝ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﻫﻖ ﻳﻬﻤﻪ ﻣﻈﻬﺮﻩ ﻭ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻵﺧﺮ، ﻏﻤّﻨﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻮﺭﺕ ﺃﻧﻲ ﺃﺣﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﻨﻮﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﺳﻲ .
ﺷﻜﻮﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻮﺍﻟﺪﻱ ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ ( ﺁﺧﺪ ﺑﺮﺩ ! ) ، ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ! ، ﺇﺫ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﺸﻌﺮ ! ؟
ﻻﺣﻘﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﺜﻘﻔﻴﻬﺎ ﻭ ﻋﻮﺍﻣﻬﺎ، ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ – ﻭ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺃﻛﺜﺮ – ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻛﻞ ﻣﺼﺎﺋﺒﻬﺎ، ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺑﺴﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﻘﻮﻟﻮﻥ ﻭ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺑﺎﻻﺣﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱ .
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺗﻘﻴﻨﺎ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻨﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ، ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺪ ﺳﺒﺐ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﻷﺻﻠﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺃﻛﺜﺮ .
ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﺭﺓ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﺨﺴﺮ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﻷﻥ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﺗﺤﺎﺭﺏ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ، ﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺩﺍﻓﻌﻲ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ، ﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻳﺤﻖ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻭﻫﻲ ﺗﻀﺮﺏ ﺑﺮﺃﻱ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻟﺘﺸﻦ ﺣﺮﻭﺏ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ .
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺒﺮﺭ ﻟﻤﺎ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻭ ﺇﻻ ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ، ﻟﺬﻟﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﺨﻠﻖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺃﻋﺪﺍﺀﻫﺎ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺑﻜﻞ ﻓﺸﻞ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭ ﺗﺒﺮﺭ ﻛﻞ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﺤﺎﺭﺑﺎﺗﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺗﺒﺮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ، ﻭ ﻻ ﺻﻮﺕ ﻳﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ .
ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺮﺭ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻭ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺗﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭ ﻳﺘﺼﺪﻯ ﻟﻠﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ، ﻭ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻳﺒﺮﺭ ﺳﺤﻘﻪ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺮﺍﺯﺣﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﺘﺼﺐ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻜﺎﺩﺣﻴﻦ، ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻳﺒﺮﺭ ﻓﺴﺎﺩﻩ ﻭ ﺗﺨﻠﻒ ﺑﻠﺪﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻤﺎﻧﻊ ﻭ ﻭﺍﻗﻊ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻮﻁ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﻮﻧﺔ .
ﻭ ﻟﻮ ﺷﺌﻨﺎ ﺿﺮﺏ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻟﻴﻮﻣﻴﻦ .
ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺃﻳﻠﻮﻝ ﻭ ﺃﻥ ﻣﻨﻔﺬﻳﻬﺎ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺭﺃﺕ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺗﻲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، ﻭ ﻫﻲ ﺗﻌﺒﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻟﺘﺴﺘﻐﻞ ﺳﺬﺍﺟﺔ ﺍﻟﻤﻨﻔﺬﻳﻦ، ﻭ ﺗﺴﻬﻞ ﻋﻤﻠﻬﻢ، ﻭ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺸﻴﺢ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻟﻴﻮﻫﻢ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﻮﻣﺒﺎﺭﺱ، ﺃﻧﻬﻢ ﻃﺎﻗﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺨﺮﺟﻪ ﻭ ﻣﺼﻮﺭﻩ ﻭ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﺴﺖ .
ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﺮﺑﺤﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺴﺨﺎﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﺎ، ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻟﺠﺪﻝ – ﺧﺎﺻﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ – ﻟﻮ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩ ﺗﺠﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺪﻡ ﺳﻮﻯ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻢ؛ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻡ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻛﻢ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﺃﻣﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؟ ﻭ ﻛﻢ ﻗﺘﻞ ﻭ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ؟ !
ﺩﺍﻋﺶ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺰﻋﻤﻬﺎ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺠﺪﻫﻢ ﻭ ﺧﻼﻓﺘﻬﻢ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ، ﻛﻢ ﻗﺘﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﺻﺤﻮﺍﺕ ﻭ ﻣﺮﺗﺪﻭﻥ ﻭ ﻛﻢ ﻗﺘﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ! ؟
ﻛﻢ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺗﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻋﻢ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻭ ﻛﻢ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﻓﻲ ﻭﻛﺮ ﺍﻷﻓﺎﻋﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ! ؟
ﻛﻢ ﻗﺘﻞ ﻭ ﺷﺮﺩ ﻭ ﺩﻣﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ؟ ﻭ ﻛﻢ ﺩﻣﺮﺕ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻤﺎﻧﻌﺘﻬﻤﺎ؟
ﻭﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺣﺮﺏ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻟﻠﻴﻮﻡ ﻫﻲ ﺣﺠﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ.
جاد الحق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق