09‏/12‏/2017

السلاح المدافع عن الحق عزٌّ لأصحابه

في كل عاصفة يزداد عدد المنحَنيين، وفي كل نكبة يكثر المنبطحون، وما أكثر العواصف والنكبات في طريق الكرامة والحرية، وما أكثر المتساقطين على جانبي هذا الطريق.

آخر صرعة خرج بها علينا أولئك المشبوهون، هي الدعوات المبطنة لسحب السلاح من يد الثوار. قبل إسقاط النظام طبعا كلامهم لا يخرج بهذا الشكل الصارخ حتى لا يثيروا حفيظة أحد، بل يخرجونه بلسان الناصح المشفق، والحكيم المجرب، بألسنة تقطر عسلاً، وقلوب تغلي حقدا على الثورة وثوارها.

“كلام حق أريد به باطل”، أفضل جملة لتوصيف دعوات التضييق على السلاح بيد الثوار.

نقول لا لفوضى السلاح، وألف لا لسحبه قبل اسقاط النظام، أو حصره بيد فئات مرهونة لجهات تقامر على الثورة. ونعم لتنظيمه في أيدي الثوار وتوحيد جهودهم .

يقولون إن انتشار السلاح مظهر غير حضاري

فنرد عليهم حمل السلاح سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وضمان للشخص على روحه وعرضه وماله، وسيف بيد الشعب المظلوم يدافع به عن نفسه ممن ظلمه، ونقول لأولئك الحريصين على الحضارة، والتشبه بدعاتها، إن أكثر الشعوب اقتناءً للسلاح هو الشعب السويسري!

بل أن حق حمل السلاح من الحقوق المقدسة في معظم الولايات الأمريكية.

يقولون إن انتشار السلاح سبب رئيسي للجرائم….

نقول لهم سبب انتشار الجريمة بالدرجة الأولى هو الأمراض الاجتماعية، وعلى رأسها نقص الوازع الديني والأخلاقي، والفقر، والبطالة، وإدمان الموبقات كالخمور والمخدرات والقمار، أما موضوع انتشار السلاح فليس سبباً رئيسياً، بل لو قارنا مستوى الجريمة بالمناطق المحررة، بمستوياتها في دول أوروبية وعربية، لوجدنا بفضل الله أنه منخفض جدا، رغم الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب، ومرد ذلك بالدرجة الأولى للوعي الديني، والوازع الأخلاقي، والتكافل الاجتماعي، الموجود في مناطقنا المحررة بنسبة أعلى من دول أخرى.

وللعلم عدد من يموت بسبب التدخين، والمخدرات، والخمور، وحوادث السير، حول العالم، أكبر ممن يموت بحوادث إطلاق نار.

نعم نريد أن يكون هناك تقنيين وتنظيم لموضوع السلاح، ونشجع كل حملة توعوية لترشيد حمله، لكننا نعارض الأصوات الخادمة لأعداء الثورة، والمطالبة بتجريد ثورتنا من مخالبها التي تدافع بها عن نفسها ضد أعدائنا، لتعود مقصوصة الأظافر، مهيضة الجناح.

هل تذكرون كيف كان النظام يحارب موضوع انتشار السلاح بين أيدي الشعب، ويسمح به بين أيدي شبيحته وزبانيته؟

هل تذكرون ببداية الثورة كيف كان الحي والقرية والمدينة التي يسكنها أهل السنة لا يوجد بها قطعة سلاح يدافعون بها عن أعراضهم وأرواحهم، بينما كفريا والفوعة، ونبل والزهراء، وقرى وأحياء النصيرية تحوي ترسانات من السلاح؟؟؟

وطبعا نذكّر أن موضوع حصر السلاح بفئات من الناس غايته الاستحواذ على قرار الثورة العسكري ومصادرته، وهذا أمر غير مقبول به، ولا يمكن التنازل عنه، لا لصديق، ولا لعدو.

في لبنان بعد إخراج منظمة التحرير الفلسطينية، والضغط عليها لتسليم سلاحها الثقيل في بيروت، دخلت كتائب الموارنة بدعم ورعاية من الجيشين السوري والإسرائيلي إلى المخيمات الفلسطينية في بيروت، لتنفذ ما عرف بمجازر ” صبرا وشاتيلا”.

وليس هذا فحسب، بل شن حلفاء النظام السوري، من حركة أمل الشيعية، والحزب التقدمي الاشتراكي الدرزي، هجوماً على ما يعرف بحركة “المرابطون ” التي هي الفصيل الذي يمثل السنة في حرب لبنان الأهلية، وقاموا بإنهائه، ونزع سلاحه، رغم أنه كان قومي التوجه، ناصري المبادئ، وشريكهم في القتال لسنوات، وقام ببطولات كبيرة، وتضحيات ضخمة في صد الاجتياح الإسرائيلي، وبنفس الوقت استمر السلاح موجودا بيد الطوائف الأخرى إلى أن انتهى الوضع بسيطرة حزب الله على كل الدولة اللبنانية ولايستطيع أحد نزع سلاحه المخالف لكل القوانين اللبنانية والعالمية.

في البوسنة قامت قوات الأمم المتحدة بجمع السلاح من أهالي بلدة ” سربرنيتشا ” بحجة أنها هي من ستتكفل بحمايتهم، وبعد أن أنهت جمع السلاح حاصرت القرية، ومنعت خروج العزل، ثم أدخلت الصرب ليقتلوا ويغتصبوا وينهبوا وهم آمنون مطمئنون أن لا أحد سيدفعهم ويتصدى لهم.

في مصر ذبح كلاب السيسي وأحرقوا 4000 مسلم في ميداني رابعة والنهضة، وما جرأهم على ذلك إلا دعوات سخيفة من قبل “سلميتنا أقوى من الرصاص” ولو وجد كلاب السيسي رصاصاً من الثوار عليهم، لولوا هاربين كالحمر المستنفرة.

في العراق كان الدواعش يسحبون سلاح العشائر عبر شرائه بأضعاف مضاعفة، وبحجة أن ما يسمى ” الدولة الإسلامية “هي من يتكفل بحمايتهم”، ثم انسحبت لتتركهم عزلا، في مواجهة الحشد الشيعي المجرم.

بنفس الوقت رفض الثوار بليبيا تسليم سلاحهم، ولو سلموه لاستبيحت دماؤهم وأعراضهم من قبل حفتر، وأذناب القذافي، وكلاب الدواعش.

ولو لم يكن السلاح منتشراً بيد أهل اليمن لاستباح الحوثيون عملاء إيران كامل اليمن.

فالقرار بيدك أخي الثائر، وأنت من تحدد مصيرك ومصير أهلك، هل تريد أن تشبح ويهتك عرضك كصبرا وشاتيلا وسربيرينيتشا، أم تحفظ نفسك ومن تحب بسلاحك الذي ترفعه للحق فقط؟؟؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق