أظن أن الحالة المثالية للثقافة أن تكون غير منحازة، وللوعي أن يكون غير مجزّأ، لذلك حين أكون ببلد ما، وأظن بنفسي أنني مثقف، وعنصر فاعل في مجتمعات يُفتَرَض أنها (متنوّرة) وحضارية تتمتع بحرية فكرية، ووعي عالٍ مقارنة بعامة الشعب، وأسعى لتطوير المجتمع، ومساعدة فئاته المهمشة، فهذا الأمر يضعني أمام استحقاق كبير، وتحت مسؤولية عظمى، فالبعض من (المثقفين) يرى أنه من الوعي والتنوير، وحرية الرأي والتعبير، النقاش في أمور دينية أو فكرية ومجتمعية حساسة ومصادمة لهوية الشعوب، وبشكل هجومي يثير استفزازها، خاصة على العام في وسائل التواصل، غايته استعراض العضلات، وإيصال صورة أنه المميز الذي لا أتبع القطيع مثلكم، علمًا أن الكلام بمواضيع مماثلة يحتاج متخصصين أفنوا سنوات عمرهم يحلّلون دقائقها، ويسبرون أغوارها، بينما في الوقت نفسه لا يكاد هذا المثقف المتنوّر يتجرّأ على مناقشة أقل من هذه الأمور بكثير بما يتعلق بأخطاء سلطة الحكم ببلده، فضلاً على أن يبدي رأيه بانتقاد أو تصويب له، هذا إن لم يكن بوقًا لها، يقضي حياته بالتسبيح بحمدها ليلًا نهارًا.
ولنكون أكثر دقة دعونًا نخصص الحالة السورية:
في مناطق النظام، وانعكاسًا لحضارة الغالب وسطوته، وأثر الإعلام العالمي في جلد عقول المغلوبين، وعبر أذرع مؤسساتية دولية، وُجِدَت أساسًا لخدمة توجهات سياسية، تروّج للثقافة الغربية أنها طريق التحضر والنهضة، نجد انتشارًا كبيرًا لأفكار حرية المرأة وحقوقها من جانب أن الدين والمجتمع قد هضما حقها بموضوع الميراث والعمل والزواج المبكر..إلخ، والتي أُشبِعَت بحثًا وتفنيدًا وردًا من جانب فقهاء الشريعة ومفكريها، بينما لا يتم التطرق بتاتًا للجانب الأهم من حرية المرأة التي نسفها النظام نسفًا بمجازره المستمرة منذ تسع سنوات بحق الشعب السوري، خاصة المرأة التي كانت الضحية الأكبر، حين حرمها النظام من أبسط حقوقها وهو حق الحياة، أي حياة، وحرمها ليس فقط من أبنائها وزوجها ووالدها وإخوتها، بل حتى من معرفة مصيرهم عبر قتلهم أو تغييبهم، ومارس ضدها عنفًا جنسيًا وجسديًا ونفسيًا في معتقلاته وخارجها لم تسمع به البشرية، فأين هؤلاء المثقفون المتنورون والنشطاء المتحررون والمنظمات الحنونة من المرأة المهدورة في دولة بشار الأسد؟!
البعض يهرب من هذا الاستحقاق بنسف كل تلك الوقائع وجحدها، ولسان حاله (السماء صافية والعصافير تزقزق، والله يطفيها بنوره، ولا بتآذونا ولا منآذيكم)!!
الأمر نفسه بالنسبة إلى كل ما يتعلق بالشريعة الإسلامية، نقدٌ وهجوم وتشويه وحرب لا هوادة فيها، بينما يكون الصمت المطبق، والتجاهل التام في مناقشة قوانين مكافحة الإرهاب التي وضعتها أفرع مخابرات النظام، والقانون ٤٩، وغيرها من قوانين مخابراتية إجرامية، علمًا أنها قوانين وضعها بشر مثلنا يصيبون ويخطئون وليست وحيًا إلهيًا، ولم تستخدم إلا في الظلم، وضد مبادئ حقوق الإنسان!!
نأتي إلى موضوع الحكم والديمقراطية:
أي مناداة بأي حكم إسلامي قبل أن نعرفه ما هو، وما طرحه، ومن طرحه، وما هي وسائله، وآلياته، فهو مرفوض ودعشنة وقعدنة، وسورية دولة متعددة الطوائف والقوميات، ولا لتسييس الدين ويسقط الإخوان و..إلخ.
أيضًا أي ديمقراطية تأتي بأي إسلامي يجب الالتفاف عليها ألف التفافة، واشتراط ألف شرط وشرط عليها، بذريعة حماية الأقليات، والمبادئ الإنسانية، والمواد الفوق دستورية، و..إلخ
أما فيما يتعلق بالقائد الخالد الذي تُفصّل له الدساتير حسب هواه، وتُعدّل له القوانين حسب مزاجه، ويحكمنا بفردانيته ٣٠ عامًا بقبضة المخابرات، وبنسب استفتاء 99.9 و97.7، ثم يورّث ابنه الحكم بعد مسرحية هزلية تم فيها له تعديل الدستور (الدائم) بخمس دقائق، والبعث القائد للدولة والمجتمع من ستين عامًا للآن، والأقلية التي لا تزيد عن 10% وخرج منها أكثر من 80% من القيادات الأمنية والعسكرية الممسكة بزمام السلطة، فهنا لا تحس لهذه المنظمات أو التجمعات أو الأفراد من المثقفين من أحد ولا تسمع لهم ركزًا.
وتطول قائمة الازدواجيات وتتشعّب، لكن خريطتها واضحة، ما تسمح بنقده السلطة نشرّحه ونتفنن به، وما لا تسمح به نغلق عنه العيون، ونصم الآذان، ونسكت الألسن، وفي النهاية ليس الجميع (أحمد بن حنبل) “وبدنا نمشي الحيط الحيط، وعنا ولاد بدنا نعيشهم”.
الوعي والتحرر والثقافة مفاهيم لا تتجزأ، فإما أن أستعملها مع الجميع، وإما أنا مجرد مزوّر ومطبّل آخر أنشر دعاية السلطة، وأدور بفلكها، وأنفذ رغباتها وما تريده سواء عرفت أم لم أعرف.
في مناطق الشمال السوري (الثورة):
الأمر نفسه في مناطق الثورة، انتقاد لتكفير (داعش والقاعدة) وجرائمهما وخَرَس عن أخطاء الفصائل المسيئة المحسوبة على الجيش الحر.
الإشادة بديمقراطية الانتخابات التركية، وخَرَس عن تعيينها لموالين لها في المناصب القيادية دون أي رقابة أو قبول شعبي.
وطبعًا من يقوم بهذه الممارسة المزدوجة للمفاهيم الثقافية والتحررية الواعية هم أشخاص يُفتَرَض أنهم (نخبة)، ومنظمات يُفتَرَض أنها تنشر الوعي، وترفع السوية الشعبية!
علينا الانتباه لفخ أن ما نظنه أحيانًا ثقافة ووعيًا وتنوّرًا هو ما سمحت به السلطة لنا، أو روجته بيننا، أو سكتت عنه بقصد فقط؛ لأنه يخدم سياستها، ويصب بمصلحتها، فلذلك لا نفرط كثيرًا بخداع أنفسنا ولعب الدور وتصديقه، خاصة من يهربون من مخاطر نقد السلطات والكلام في السياسة، إلى الكلام بثنائية الدين والجنس، فهذان الموضوعات جاذبان للناس، يضفيان هالة الثقافة على من يتكلم بهما، والأهم ليس لهما ركن شديد يحميها من تطفل المتطفلين، وجهالة الخائضين، ويشكلان مساحة مناورة جيدة للسلطة حين تريد أن تبدو تقدمية متحررة، أو محافظة ملتزمة، حسب ما تقتضيه الحاجة.
كلمة الحق ثقيلة، ومهمة من يعلم جسيمة، وأجرهما أعظم منهما، حين يكونا عن مبدأ يرفض التجزؤ، ووعي يرفض التحيز.
معتز ناصر
مدونة مقالات معتز ناصر ( جاد الحق ) تهتم بالثورة السورية جمعت فيها مقالاتي التي كتبتها بمختلف المجالات والتي نشرت على العديد من المنصات الإعلامية الثورية السورية على مدار ثلاثة أعوام تقريبا أتمنى أن تنالوا المتعة والفائدة بمطالعة ما كتبته وأنوه أن المقالات غير مرتبة حسب تاريخ النشر.
18/06/2020
التنوير الكاذب والوعي الناقص
انتحار ملحد عربي
تصوّر أنك داعية للشذوذ الجنسي، وملحد لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر، لا تخشَ عقابا ولا ترجُ ثوابا، وأن الطبيعة ( كون أنك لا تؤمن بالله والقدر ) أوجدتك كمواطن عربي في زمان علوّ وتمكن بن سلمان وبن زايد والسيسي وحفتر وبشار وخامنئي وبوتين.... إلى آخر شلّة الأنس تلك التي ابتُلي بها كوكب الأرض!!!
لا شك أن الانتحار سيكون قرارا طبيعيا تأخذه بدون تردد....
الإلحاد أسهل الطرق للانتحار وأقصرها، خاصة لو كنت ملحدا عربيا من بيئة مسلمة، عرف الإسلام ثم جحده، وأكثر تخصيصا لو كنت مكابرا مجاهرا بإلحادك وشذوذك الجنسي، وتدعو إليهما، لأن المحلد يرى الدين قيودا وأعباء ثقالا تنهاه عن شهواته التي يلهث وراءه، وتفرض عليه من الواجبات ما لا يهواه، فلا حل إلا بالتحلل من كل ذلك بجحده.
يُصَادم الملحد الفطرة السوية، والمنطق السليم، بشعارات عقلانية وفكرية يرفعها، لينال شهوات حسية ومعنوية، يتفاجئ أنها تزول بسرعة، ويبقى صراعه المرير مع النفس والحياة، الذي لن يقوده إلا لثلاث طرق إما العودة والإيمان، أو الجنون، أو الانتحار.....
غياب مفهوم الإيمان بالغيب من حياة الإنسان ينسف أهم جزء من إنسانيته ألا وهو الروح، خاصة أن الإنسان لا يستطيع تحصيل ملذات الحياة إلا أقلها، وإن نال منها شيء فعلى كدر، وإن فرضا صفت له فلن تدوم، ناهيك عن الاكتئاب واليأس اللذان سيفتكان به من رؤية تسلط الأشرار على الضعفاء، وعلو المجرمين، وغياب العدالة، وانعدام ما يحفّز النفس على فعل الخير، أو اجتناب الشر، كل ذلك يدفعه بلا هوادة للانتحار.
انتحار ملحد عربي شاذ جنسيا ليس بسبب ما يقال أنه "تنمّر المجتمع ضده" بل هو بسبب هشاشته الفكرية والنفسية لمصادمته صحيح الفطرة والعقل، خاصة إذا كان يعيش بالغرب جنة الملحدين والشواذ جنسيا، وتحويل قضية انتحاره لجريمة يتحملها المجتمع المسلم الذي انسلخ عنه ما هو إلا للتغطية على فشل الإلحاد والشذوذ الجنسي في علاج مشاكل الإنسان خاصة العربي، وتحقيق ما يأمله من سعادة وراحة دنيوية، وأضف إلى ذلك أن تلك الفئة من الناس لا تمتلك رموزا شعبية جاذبة، ولا شخصيات مؤثرة تليق بأن يُسلّط الضوء عليها، تحديدا زمن الربيع العربي، لأن أغلب رموز هذا التيار كانوا من المتحالفين مع الأنظمة الاستبدادية، أو الثورات المضادة، ما يسقطهم شعبيا وقيميا، لأنه يظهر كذب شعارات الحرية، وحقوق الإنسان التي يدعونها، ولا يجعلهم يرتقون لمستوى الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، الذين ثبتتهم عقيدتهم في معركة الحرية، ودفعهم إيمانهم باليوم الآخر للإحسان للناس كل الناس مع تحمل أذاهم، وفرض عليهم إيمانهم أن يصدقوا في الشعارات التي يؤمنون بها رغم ما يلاقونه في الدنيا من عذابات.
ما سبق يدفعنا للتساؤل ما الذي يدفع الشباب العربي المسلم للإلحاد، والدفاع عن الشذوذ الجنسي، والمطالبة بتحييد الشريعة الإسلامية عن الحياة؟
هناك جملة من الأسباب لعل أهمها:
1) عصر الهزيمة:
عدم فهم المسلمين لسنن الله في الحضارة والعمران والتدافع، وتخلفهم حضاريا وماديا، مع ما تعانيه دولهم من كوارث، مقارنة بالرفاه النسبي والتقدم الحضاري الذي تعيشه الدول غير المسلمة، يجعل قسما منهم يعتقد أن المشكلة هي بالإسلام نفسه وليس في معرفتنا به وتطبيقنا له.
2) سطوة الثقافة الغالبة:
أخبرنا ابن خلدون أن المغلوب مولع بتقليد الغالب في زيه وشعاره، بل يصل الانهزام النفسي بالمغلوب لاعتناق أفكار الغالب وقيمه، والانقلاب ضد ثقافته الخاصة، ومجتمعه الأساسي، ولو تصفحنا التاريخ لوجدنا أن من أهم ركائز الاحتلال الغربي للدول المسلمة هو تلك الشخصيات التي درست في مدارسه، وتربت في مجتمعه، واعتنقت ثقافته، فصارت وكيلا له علينا، تنشر ما يشاءه من أفكار.
3) حكم القوي على الضعيف:
أفكار العلمانية والإلحاد والشذوذ التي يتم ترويجها في الدول المسلمة مصدرها دول أقوى منها، تعتبر الدول الإسلامية باحة خلفية منتهبة لها، وميدان لترديد صدى الأفكار النابعة عنها، ويتم تسويق هذه الأفكار بستار من الشعارات البراقة، والذرائع التي تبدو محقة كحقوق الإنسان، والحرية الشخصية، علما أن هذه الشعارات تفقد فعاليتها لو تم استخدامها مثلا في الدفاع عن تعدد الزوجات، أو احترام خصوصية مجتمع ما يريد باختياره الطوعي أن يُحكَم بما يعتقده، ولا تسري أحكام هذه الشعارات نهائيا على انقلابات السيسي وحفتر، ولا على جرائم بشار وبن زايد، لأنها فقط تسير باتجاه واحد يحدده الأقوى.
4) الإعلام ووسائل التواصل:
تغوّل وسائل التواصل الموجودة خيوطها بيد الأقوياء، وتغلغلها في أدق تفاصيلنا، وتأثيرها الضخم علينا، ويؤكده ما نقرأه ونراه كل فترة من دراسات وأخبار عما تتركه من آثار نفسية وتوجيهية على جمهورها أهّلها لتكون أفضل سياط لجلد عقول الناس، وإقناعهم بما يُراد لهم.
الأمر ليس تهويل وهوس نظريات مؤامرة، بقدر ما هو خطر حقيقي تجند الدول له أجهزة استخباراتية قوية، ومؤسسات إعلامية عملاقة، وقدرات تقنية متقدمة، ولا أدل على ذلك من الأخبار التي نسمعها بشكل شبه يومي عن استخدام فيسبوك وتويتر في توجيه ملايين الناس لفكرة محددة، أو رأي مسبق، أو حذف يوتيوب لمقاطع تخالف معايير معينة تفرضها مؤسسات الأقوياء التي تمثلهم، من يخالفها يكون مصيره التهميش والنبذ، والتحول لشخص غير مقبول اجتماعيا.
5) نماذج دينية فاشلة:
ظهور تنظيمات وشخصيات دينية أساءت للإسلام وأحكامه، مع تسليط الضوء إعلاميا عليها وتضخيم أخطاءها وتسويقها، أدى لرسم صورة ذهنية عند الناس عن الإسلام وأحكامه أنه دين الخنق، والتقييد، والتخلف، والغرائز الإجرامية الدموية المكبوتة، أو دين الانحلال والضعف والنفاق، حيث يقتصر عمله على أفيون للشعوب تعطاه من مستبديها لتخديرها عن المطالبة بحقوقها.
تفجيرات القاعدة، وسكاكين داعش، وفتاوى الخميني، خطيرة تماما كخطورة نفاق المداخلة، وتدليس الجامية، وتمييع المنهزمين نفسيا من رجال الدين، جميع تلك التصرفات تطرف إما نحو إفراط أو تفريط، تبعد صاحبها عن وسطية الإسلام.
6) الاستبداد:
وهو مفتاح كل شر، ورأس كل رذيلة، ومنبع كل فساد، فما تمكنت تلك الأسباب وأنتجت أمراض الإلحاد، والشذوذ، وبغض الدين، إلا بجهود سلطة مستبدة غاشمة، ضيّقت على الناس معايشها، ولعبت بمقدسات الدين ورموزه فأفسدتها، فمشاكل المسلمين اليوم دينيا ودنيويا ما هي إلا نتاج سلطات مستبدة لا تتواصل مع شعوبها إلا في أفرع المخابرات، ولا تسمع منها إلا صرخات التأييد أو آهات التعذيب، أما آراء الانتقاد فمحرّمة كليا.
كشاب عربي مسلم يعيش هذه المشكلات بشكل يومي، ويعرف عديد الناس الذين أصيبوا بهذه الآفات وبنسب متفاوتة أظن أن الحل الأمثل هو حث الجهود لاستكمال مسيرة الربيع العربي، وانتصار الشعوب بمعركة الحرية ضد الاستبداد، لذلك أظن أن الأولى عدم تضييع الجهود بمعارك جانبية، بل تركيزها بالمعركة المصيرية لانتزاع حرية اختيار الشعوب، فوجود سلطة منتخبة شعبيا، تحوز مفاتيح القوة وهي مستندة لشرعيتها، وتعرف كيف تدير الموارد، وتوجه القوى، وتستنهض الشعب لرسالة البناء، كفيل بأن يحوّل هذه الظواهر الموجهة خارجيا إلى حالات فردية ضعيفة الأثر بين الأفراد، وبالمجتمع.
لا أطالب بإعطاء الإسلام فرصة لأني لا أراه مدانا بقفص الاتهام يستجدي تعاطفنا، بل أطالب أن نعطي أنفسنا نحن فرصة ونتحرر ولو مؤقتا من الأسباب السابقة، وننظر لظواهر الإلحاد والشذوذ الجنسي ومطالب فصل الشريعة عن الحكم بالعقل والمنطق الذي يدعيه أرباب هذه الدعوات، ونتفكر بآثارها المجتمعية المستقبلية، ومنبعها، ودوافع من يعتنقها وينشرها، ومآلات تطبيقها على الأفراد والمجتمعات، وهل ستكون هي فعلا الحل لنا للازدهار والنور، أم أنها وسيلة تطويع أخرى للتماهي أكثر مع رغبات القوي الغالب ؟!
معتز ناصر