01‏/10‏/2017

رسالة مفتوحة إلى أهلنا في المناطق المحتلة بحلب من قبل نظام بشار الأسد

فتاة عفيفة مسلمة تختطف من قبل شبيحة قذرين وسط النهار بالشهر الفضيل، وفي حي مزدحم ولا أحد يتحرك لنجدتها، ثم تغتصب منهم ولا يثور لشرفها المُراق رجل....!!!!!

طفل فقير يبيع المحارم علّه يجد ما يسد رمقه، ورمق أهله الفقراء حين يؤذن المغرب، فيُعطَى طلقة في رأسه من شبيح طائفي مجرم، ثم يُترَك لينزف حتى الموت ولا أحد يتدخل لإسعافه حتى يُفارق الحياة....

عن حلب الأسداء لا الشهباء أحدثكم، عن المدينة التي رقصت الوحوش على جثث أبنائها المحترقة، وتصورت الغيلان " سيلفي " أمام قلعتها وأزقتها بعد تهجير أهلها منها.

حلب التي كانت يوما قلعة الإسلام والجهاد والعلم والأخلاق، تصبح اليوم ملهى لحثالات الشبيحة يمارسون فيه ما استطابوا من موبقات...

هل علمتم يا أهل حلب، يا من تسكتون اليوم على جرائم بشار الأسد وشبيحته ضد أعراضكم وأبنائكم أن أجدادكم كانوا أول من استنفر الخليفة العباسي لجهاد الصليبيين حين تراخى عن جهادهم!؟

هل علمتم يا شباب حلب في ألمانيا والسويد وغيرها من دول أوروبا، أن أجدادكم قاتلوا مع نور الدين الزنكي رحمه الله، ثم مع صلاح الدين، أجداد من هاجرتم إليهم حتى طهروا بيت المقدس من رجسهم وأخرجوهم من بلادنا أذلة صاغرين!؟

هل سمعتم ببطولات أجدادكم في معركة " تشنق قلعة "، حين بذلوا دماءهم ذودا عن عاصمة الخلافة الإسلامية يومها اسطنبول!؟

هل وهل وهل..... تاريخ مجيد لحلب في الإباء والعزة والبذل، أضعناه حين تبعنا عمائم السوء، سحرة بشار الأسد كالحوت وأمثاله، حين أزاحونا عن طريق الله، درب الثورة السورية، بفتاوى الفتنة، وحرمة الخروج على الحاكم، وعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة، إلى آخر هذا الإفك المغلف بالدين والحكمة....

نعم للثورة فاتورة كبيرة، لكن للذلة والاستكانة فاتورة أكبر.

نعم الثورة فيها أخطاء، لكن تركها خطأ أشنع.

نعم ثوارنا ليسوا ملائكة، لكن حذاء أسوأهم _ وما فيهم سيء بإذن الله _ أشرف آلاف المرات من أحسن شبيح _ وما فيهم حسن _ .

اسمع معي قول الصديق رضي الله عنه: " ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا " ، وهل هناك ذل أكبر مما أهل حلب فيه من الشبيحة؟

اسمع معي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ"

وأي خذلان أشد من ترك العفيفات يغتصبن دون غضبة وثأر، ولمن ترك نصرهن خوفا من شبيح، فها هو الصادق الوعد صلى الله عليه وسلم يتوعده بأن عرضه سيكون التالي، وسيخذله الناس كما خذل غيره.

اسمع معي قول الله في القرآن: "قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"

أولم يخوفونا إن ثرنا عليهم بقتلنا وهتك أعراضنا؟
أولم يخوفونا بكساد صناعتنا وتجارتتا إن نصرنا أهلنا في درعا وحمص وغيرها؟
أولم يخوفونا بهدم بيوتنا وتهجيرنا منها إن أسقطنا حكمهم؟

والله حذرنا من حدوث ذلك إن كذبنا وعده، وصدقنا وعدهم، وهذا ما حصل لنا.

ولشد ما أعجب حين أقرأ تعليقات البعض عن الخبر، فهذا يناشد النظام أن يلجم كلابه الشبيحة، بالرغم أنه هو من أتى بهم وسلحهم، وذاك يطالب بإعدامهم والقصاص منهم، في محاولة منه للتنكر لواجبه في الدفاع عن الضحية ضد الجلاد، ولكن الأعجب هو ذاك الذي يدفن رأسه بالرمل، ويكذب على نفسه حتى لايصحو من سكرة العبث، إلى عبء الواجب، مفضلا الوهم المريح، على الحقيقة المرة، ويقول هذا الخبر كذب وتأليف!!!!!!

إخواني في المناطق المحتلة، كلامي ليس شماتة وتشفيا، فمن يشمت بعرضه إذا هُتِك؟

وليس جلدا للذات، فهذا ديدن الفاشلين لا المصلحين.

وليس لزيادة المأساوية والسوداوية على المشهد الكئيب أساسا، فليس ذاك من ديننا الحنيف، ولا من ثورتنا الطامحة الوثابة.

وليست مزاودة على أهل حلب، التي قدمت وتقدم الكثير من أبنهائها الأبطال في ساحات الجهاد والشرف، خاصة أن ما يحصل في حلب المحتلة، يحصل أيضا في حمص ودمشق واللاذقية وحماة، وكل مدينة سنية محتلة من قطعان الروافض والنصيرية.

كلامي همسات من نار، أتمنى أن يطرق قلوبكم قبل آذانكم، علّه يصل لتلك الجذوة الثورية التي خبت، فيعيد اشتعالها وألقها.

سكين تضعه في قلب شبيح أفضل لدنياك وآخرتك من اعتكافك ودعائك في الحرم المكي، فالعبادة الشعائرية، هي كالهباء المنثور، إن لم يرافقها إيمان يفضي للعمل الثقيل.

لا تكثروا التشكي واللطم، ولا تقعدوا مستسلمين صاغرين للشبيحة الملاعين، ثورتكم تخيفهم، مظاهراتكم ترعبهم، غضبكم وحده هو ما سيردعهم ولا شيء سواه.

شكلوا خلايا مهمتها ملاحقة الشبيحة وقتلهم، وإيذائهم، وانظروا حينها كيف سيرجفون منكم، ويوقفون تعدياتهم عليكم، لا تحتاجون سلاحا، فسلاحكم معكم، السكاكين والسيارات والأسلاك، ولكم في إخوتنا الفلسطينيين وعملياتهم ضد المغتصبين الصهاينة من طعن ودهس وخنق، أحسن أسوة.

أهلي في المناطق المحتلة النازفة، وأولها حلب
ها قد سقط القناع الأخير، ورأيتم " بواسل الجيش السوري " وهي تعفش بيوتكم، ومعاملكم ومستودعاتكم، التي تركها " الإرهابيون " كما يسميهم النظام.

ها قد رأيتم أعراضكم تهتك من قبل من ادعوا زورا أنهم حماة الأرض والعرض.

ها قد رأيتم أطفالكم يقتلون بدم بارد من قبل من يدعي الممانعة والمقاومة.

فهل عرفتم من الإرهابي؟ هل عرفتم من المجرم؟ هل عرفتم من السارق؟ هل عرفتم من الطائفي؟ هل عرفتم من المغتصب؟

ثورتكم تنتظر عودتكم، وإخوانكم ينتظرون نصرتكم، وأعراضكم تنتظر ثأركم، فهتك العرض لا يغسل عاره إلا سفك دم المعتدي.

لا تنتظروا النظام أن ينصفكم فهو من ظلمكم وظلمنا ابتداءا، ومن يعوّل على النظام أو روسيا في نصرته، أتحداه أن يَعدُم النظام أمامه قاتل الطفل الشهيد أحمد جاويش، أو مغتصبي الأخت العفيفة في الأكرمية.

وما ستسمعونه من إجراءات ومحاسبة ما هو إلا " إبر بنج " لتخديركم وامتصاص غضبكم، وغدا يخرج المجرمون بعد دفع المعلوم للسادة المسؤولين، ونسيان الناس للحادثة.

الظلم لا يرده إلا المقاومة، والحق لا يعيده إلا السلاح، والشرف المسلوب لا يرده سوى الدم المسفوك، والباغي لا يرتدع إلا بقطع يده الآثمة.

وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد......

#حلب_تعود_للثورة

جاد الحق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق