إن من أروع القصص القرآنية على الإطلاق قصة أصحاب الفيل، ليس لما تحويه من عبر و فوائد فقط، بل لأنها تتكرر عبر التاريخ، حتى تستطيع أن تتنبأ بنهاية أصحاب فيل أي زمان مجرد أن تتفعل السنن الكونية و الإلهية بالقصة.
فمثلاً الإتحاد السوفييتي كان في طغيانه كأبرهة، احتل دولاً إسلامية عديدة و أراد اجتثاث الإسلام تماماً من شمال و وسط آسيا، تفوقه العسكري و الأمني و التكنولوجي كان كالفيل الذي جعله أبرهة في جيشه رمزاً للقوة و البطش، من تعامل مع الاتحاد السوفييتي من خونة المسلمين في أفغانستان و غيرها هم نفسهم أبو رغال الذي تطوع ليدل أبرهة طريق مكة، أما من قاوم الإتحاد السوفييتي من المجاهدين في أفغانستان و غيرها فكانوا هم الطير الأبابيل التي كانت سبباً لفناء أصحاب الفيل.
و اليوم في الشام، أبرهة النصيري الباطني حشد مرتزقته من الشرق و الغرب ليصد عن سبيل الله، و يقتل المستضعفين الآمنين في حلب الإباء و غيرها، ما تم تزويد أبرهة النصيرية به من معدات و أسلحة و خبرات ليقوم بمهمته هو ذاته الفيل رمز البطش و التفوق بالقوى، و كل من أفتى و شرعن لأبرهة النصيرية، أو لمّع و روّج و نقل كذبه، أو تخابر معه و تجسس لصالحه، أو حتى سكت عن مقارعته و التزم الحياد تجاهه، كل أولئك ما هم إلا أبو رغال الخائن العميل دليل أبرهة لطريق مكة، الذي صار قبره رمزاً للخيانة و الخنى، يرجمه من يمر به، و أما الطير الأبابيل الذين جعلهم الله سبباً في هلاك أبرهة و من معه، فما هم إلا أبناء الثورة المباركة بكل اختصاصاتهم و فصائلهم، هم أبناء الثورة بمدنييهم و عسكرييهم، هم المنصورون بإذن الله، و أبرهة النصيرية و من معه المخذولون بإذن الله، لذلك يا طيور الأبابيل، يا عذاب الله على المعتدين و رحمته بالمستضعفين، أعدوا ما استطعتم، كونوا صفاً واحداً، اقتلوهم حيث ثقفتموهم و لا تعتدوا فالله لا يحب المعتدين، و إن شاء الله قريباً جداً، سنجد صور جثث أبرهة النصيرية و جيشه، كالعصف المأكول على ثرى حلب الشهباء، رمز الجهاد، و قلعة الصمود، و عنوان البطولة.
جاد الحق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق